الوصية للمسلمين

ثم كان الهم الرابع: هو هَمُّ المسلمين، وهَمُّ الشئون الكثيرة بعد عمر، وقد لخص عمر رضي الله عنه وصيته فيها لمن يستخلفه المسلمين من بعده، فأوصاه بالمهاجرين الأولين أن يعرف لهم حقهم، ولا ينسى لهم فضلهم، ثم أوصاه بالأنصار الذين تبوّءوا الدار والإيمان أن يقبل من محسنهم، ويتجاوز عن مسيئهم، ثم أوصاه بأهل الأمصار خيراً؛ لأنهم ردأ الإسلام وجباة الزكاة وغيظ العدو، ثم أوصاه بالأعراب خيراً فإنهم أصل العرب ومادة الإسلام، أن يأخذ شيئاً من حواشي أموالهم وألا يأخذ من أموالهم إلا عن طيب نفسٍ منهم، ثم أوصاه بأهل الذمة أن يحسن إليهم وأن يقاتل بهم من وراءهم.

فأوصى بجميع الطوائف التي كانت تقع تحت سلطة عمر رضي الله عنه وأرضاه، ثم قضى ولفظ أنفاسه الأخيرة بعد حياةٍ مليئةٍ بالبطولة والجهاد.

قضى أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه شهيداً من شهداء الإسلام وقد سطر بدمه، وزكى ما سطره خلال حياته، من جهاد في سبيل الله عز وجل، وحسن صحبةٍ لرسول الله عليه وسلم، وعلمٍ، وعملٍ، ودعوةٍ، وجهاد.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015