المحتاجون في الداخل والخارج

Q مع كثرة التبرعات هذه الليالي كزكاة أو صدقات؛ هناك كثير من الناس يشككون بوصولها، ويقولون: هناك في البلد محتاجون أكثر من الخارج، بماذا تنصح هؤلاء؟

صلى الله عليه وسلم نعم في البلد محتاجون لا شك، ونحن ممن يتعرف على المحتاجين في البلد ويوصلون إليهم ما تيسر من المواد العينية وغيرها، ومن المال الذي يستعينون به، ولكن من المغالطة أن نقول هنا: إن المحتاجين هنا أكثر من الخارج، ففي الخارج أممُُ بأكملها، وكما قيل: تلفتوا هاهُم في الأرضِ إخوتُنا شعبٌ برمته في العُري يُحتضرُ كانوا بأوطانهم كالناس وانتبهوا فما هُمُ من وجود الناس إن ذُكِروا مشردون بِلا تيهٍ فلو طلبوا تُجدد التيه في الآفاقِ ما قدِروا يلقى الشريدُ فِجاج الأرض واسعةً لكنهم بمدى أنفاسهمْ حُشِرُوا في خيمةٍ من نسيج الوهم لفقها ضميرُ باغٍ على الإسلام يأتَمِر أوهى وأوهى خيوطاً من سياسته لو مسها الضوء لا نفدتْ بِه السُتُرُ ناس لا يجدون ما يلبسون ولا ما يأكلون ولا ما يشربون، بل لا يجدون مكاناً يقضون فيه حاجتهم، مريضهم يموت وهو يتلوى، لا يجدون علاجاً له، ولو كان مرضه أهون الأمراض الفرق كبير يا أخي!

طور بواسطة نورين ميديا © 2015