Q كيف نجمع بين الأحاديث الدالة على خروج الدابة والتي تقسم الناس إلى مؤمن وكافر، وبين الأحاديث التي تصرح، بأن باب التوبة مفتوح حتى تطلع الشمس من مغربها؟
صلى الله عليه وسلم فيما يتعلق بأشراط الساعة الكبرى، هناك اختلاف بين العلماء في ترتيب هذه الأشراط، وليس هذا محل ذكر هذا الخلاف والحديث عنه.
ولكن القضية الظاهرة، التي لا تخفى على من قرأ الأحاديث المتعلقة بأشراط الساعة الكبرى، أنه بعد هبوب الريح التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم، وذكر أن مسها مس الحرير، وريحها ريح المسك، وأنها تقبض أرواح المؤمنين، أنه بعد هذا الأمر لا يوجد في الأرض من في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان.
وفي القرآن الكريم ذكر الله عز وجل في قوله تعالى {يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً} [الأنعام:158] فقوله (يوم يأتي بعض آيات ربك) صح عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه فسر ذلك بطلوع الشمس من مغربها، فنقول: إذا طلعت الشمس من مغربها لم ينفع نفساً حينئذ إيمانها، لأنها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً.
أما الدابة فإنها تسم الناس المؤمن والكافر، وهذا يشعر -والله أعلم- بأنه حينئذٍ لا توبة؛ لأن المؤمن صار مؤمناً والكافر صار كافراً، ولا يتحول أحدهما، فلا المؤمن يرتد عن دينه، ولا الكافر يتوب إلى الله عز وجل والله أعلم.