Q لي أخوان في سن العاشرة، وأبي ليس موجوداً، وأريد أن يتوجهوا ويكونوا صالحين مهتدين ولقد عاملتهم بالعنف فلم يفد فيهم فماذا أفعل؟ قال الرسول صلى الله عليه وسلم: {من دعا إلى حسنة كان له مثل أجور من تبعه، أو من دعا إلى سيئة كان له مثل أجور من تبعه} أو كما قال: فماذا أفعل أفتونا مأجورين؟
صلى الله عليه وسلم الحقيقة أن العنف والشدة، هي الأسلوب الغالب في طريقة الناس في التربية في هذا الزمان، مع أنها ليست هي أنجح الأساليب، بل إنني أعتقد إنها كالكي الذي هو آخر الدواء.
أما أن تكون هي البداية وهي الأسلوب الوحيد، فهذا خطأ، خاصة حين يكون الذي يقوم بالتربية أخ لهؤلاء الإخوة، وحينئذٍ يفترض أن المسافة الزمنية بينهم ليست بعيدة، فأعمارهم متقاربة نوعاً ما، وحينئذٍ يكون أسلوب الضرب أو العنف أكثر سوءاً وأقل فائدة.
فالذي أنصح به هذا الأخ وغيره، أن يسلك الأساليب المناسبة في الدعوة إلى الله، وأن يحرص على ربط إخوته يدرس من دروس القرآن -مثلاً- وببعض الأصدقاء الطيبين، ويختار لهم بعض القصص المفيدة التي تناسب سنهم، ويغريهم بالقراءة وحفظ القرآن، وحفظ الوقت، بالوسائل المناسبة كالجوائز التشجيعية والمسابقات وغيرها، ويستبعد أسلوب الشدة نهائياً إلا في حالات خاصة.
هذا هو ما أنصح به هذا الأخ وأنصحه بعدم العجلة، فإن كثيراً من الناس يطمعون أن يروا نتائج أعمالهم بسرعة، وآثار التربية لا تظهر إلا بعد زمن، فيجب أن يبذل الجهد وينتظر، ويثق بأن الله عز وجل لا يضيع أجر من أحسن عملاً.
وبالمناسبة أقول: حتى حين تفشل جهود الإنسان في التربية، لا يجب أن يعتبر أنها فاشلة فعلاً؛ لأننا نجد أن الإنسان المنحرف حتى وهو منحرف إذا كان واجه في بداية حياته دعوة، وتربية، ونصيحة، يكون انحرافه أقل من انحراف ذاك الذي لم يواجه دعوة، ولا تربية ولا نصيحة، إذاً فالتربية لا يمكن أن يضيع أثرها بحال من الأحوال.