السؤال يقول: قلت: إن الطاوس أحسن من الإنسان خلقاً، وقد قال الله تعالى: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ} [التين:4] ؟
صلى الله عليه وسلم نعم الإنسان خلقه الله سبحانه وتعالى في أحسن تقويم من حيث الظاهر والباطن، ولكن ليست زينة الإنسان في شكله كما أسلفت، وإنما الإنسان كرم بإنسانيته، كما قال الله تعالى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً} [الإسراء:70] .
فالله تعالى خلق آدم وأسجد له الملائكة {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ} [البقرة:34] مع أن آدم خلق من الطين والملائكة خلقوا من النور، ومع ذلك أسجدهم الله -تعالى- لآدم بإذن الله -تعالى- نفخ فيه هذه الروح {فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ} [الحجر:29] فليست ميزة الإنسان في جسمه، ولهذا ليس الإنسان الجميل حسن الصورة، الطويل، العريض، ليس بالضرورة أنه أفضل من ذلك الإنسان القصير، وابن مسعود رضي الله عنه كان صغيراً، حتى أن الريح تحركت به يوماً من الأيام فاهتز، فضحك بعض الصحابة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم والحديث صحيح: {إنهما أثقل في الميزان من جبل أحد} أو كما قال صلى الله عليه وسلم.
فليس قيمة الإنسان بطوله ولا بعرضه، ولا بحسنه وجماله، ولا ببزته، ولا بهندامه، ولا بتقاسيمه، ولكن قيمة الإنسان بعقله وقلبه، قيمة الإنسان بدينه، بإيمانه، بعلمه، بتقواه، بورعه، بخوفه من الله عز وجل.