من المعتدي على حقوق الإنسان

النقطة السابعة: من هم المعتدون على حقوق الإنسان؟ ليس المعتدون على حقوق الإنسان الحكومات فحسب، بل أكثر من ذلك، فالمعتدون: أولاً: أصحاب الاستبداد السلطوي، الذين استغلوا ما منحهم الله تعالى ومكن لهم في التضييق على شعوبهم، والتمتع بخيراتهم الدنيوية.

ثانياً: الأقوياء في المجتمعات وهم كثير، فالتجار أحياناً يعتدون على حقوق الفقراء، ورؤساء الإدارات والمصالح والجمعيات والمؤسسات والهيئات في طول البلاد الإسلامية وعرضها، كثيراً ما يضطهدون الموظفين الصغار ويعتدون على حقوقهم ويبتزونهم ويهينون كرامتهم.

أحياناً قليلة: الآباء قد يستخدمون ذلك ضد الأبناء، وكمثال: قد تجد بنات في كثير من البيوت تمنع من الزواج الشرعي؛ لأن الأب لا يوافق على ذلك، وهذا لا شك اعتداء على حقوق الإنسان ومنع له من حق أذن الله تعالى له فيه، وهو مسئول عنه بين يدي الله سبحانه وتعالى يوم القيامة، أو تجد ولداً -مثلاً- يعاني من والده الذي يمنعه من طلب العلم، يمنعه من ممارسة الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى ويمنعه مما أحل الله تعالى له، وقد يمنعه من الزواج أيضاً بحجة صغر سنه، مع أنه يتعرض لأقسى ألوان الفتنة في هذا الزمان.

وهناك اعتداء ثالث: وهو اعتداء الشخص العادي على أخيه، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: {كل المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه} وهذا نص عام، فاعتداء الإنسان على مثيله أو نظيره أو مساويه أو زميله هو أيضاً حرام، لا يجوز أن يعتدي على ماله بالنهب أو السرقة، ولا على عرضه بالكلام أو الوقيعة في غير حق أو الشتم أو السب، أو يعتدي على دمه بالقتل أو الجرح.

وكل هذه الاعتداءات خطيرة؛ لأن منها ما يستغل النفوذ والقدرة في مضايقة الناس ومصادرة كرامتهم، وإيذائه وامتهانه والقضاء على إنسانيته وكرامته، والأصل أن الاعتداء محرم، والاعتداء الواقع منوع بل حتى الملتزم المتدين أحياناً قد لا يأبه بحماية حق أخيه المسلم فيسبه -مثلاً- وينسى أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: {لعن المسلم كقتله} أو يحقره والنبي صلى الله عليه وسلم قال: {المسلم أخو المسلم لا يخذله ولا يظلمه ولا يحقره ولا يسلمه} أو يتخلى عنه في أزمة أو شدة عرضت له سواء كانت أزمة فردية أم جماعية أم على مستوى شعب، وينسى قول الرسول صلى الله عليه وسلم: {ولا يسلمه} أو يسيء الظن به في قول أو فعل وينسى: {اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ} [الحجرات:12] أو يجرحه باللسان أو باليد، وجرح اللسان كجرح اليد، أو يقتله: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً} [النساء:93] .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015