Q فضيلة الشيخ، نرجو إيضاح دور الجمعيات النسائية في تربية المرأة المسلمة في هذا البلد؟
صلى الله عليه وسلم الجمعيات النسائية نشأت -أصلاً- في مصر وغيرها من البلاد، وكان القائمون والقائمات عليها من أمثال: نازلي فاضل، وهدى شعراوي، وأمينة السعيد، وغيرهن من النساء، اللاتي تلقَين معلوماتهن وثقافتهن من الغرب، وكانت صلتهن بالمستعمر البريطاني قوية، وكان يدعم هذه الخطوات، ويدعوهن إلى حضور المؤتمرات النسائية التي تقام في أماكن مختلفة من العالم، ويشجع هذه الخطوات شيئاً فشيئاً، وربما حضرت بعض النساء المرموقات من أوروبا إلى مصر، وشجعت وأيدت، وكان من أهم آثار موضوع هذه الجمعيات النسائية: المطالبة بتحديد الطلاق، والمطالبة بمنع تعدد الزوجات، والمطالبة بسفور المرأة، والمطالبة بما يسمونه الحقوق السياسية للمرأة، وشيئاً فشيئاً بدأت المرأة تتخلى عن أنوثتها وكرامتها ولباسها الشرعي، حتى وصلت المرأة إلى ما وصلت إليه الآن، من الوضع الذي يُرثي، وكل إنسان يعرف حكم الله ورسوله في النساء وآداب الإسلام، يشعر بالحسرة والمرارة، كلما يرى ما آلت إليه كثيرٌ من البلاد الإسلامية من التفسخ والانحلال.
أما في هذه البلاد: فالواقع أن الجمعيات النسائية جمعيات مغلقة، لا أعرف أنا عنها شيئاً ظاهراً، وبعض الحفلات التي تعلن في الصحف عن هذه الجمعيات تثير علامة استفهام! وقد يكون هناك فرق بين بعض الجمعيات وبين بعض، فأنت بالمقابل تجد -أحياناً - هناك جمعيات قد يكون فيها عناصر طيبة، فتهتم -مثلاً- بالمحاضرات، وبرعاية الأيتام، والحجاب، وبالثقافة الإسلامية، وتُبعِد عن هذه الأشياء التي لا تتناسب مع تعاليم الإسلام بالمرَّة، والكلام المفصل عن هذا يتطلب معلومات أوسع.