العالم يلزم صمته والعدو يزداد وحشية

هذا خبر يقول: العالم يلزم صمته، والعدو يزداد وحشية وجرماً.

وهو يتعلق بالمأساة التي يعيشها المسلمون في أرض البوسنة والهرسك، فقد احتل الصرب مدينة يايدسا التي تعتبر من أجمل المدن في البوسنة والهرسك، والتي ظلت صامدة أمامهم أكثر من خمسة أشهر تحت نظام العدو، بطائراته ومدافعه وقنابله، مدافعة بكل عزة وكرامة، رغم قلة الزاد والعتاد، حتى احتار العدو من جَلد هؤلاء وشدتهم، مما دعاه إلى جمع حشود هائلة حول المدينة البريئة، مدججاً قوته بكل أنواع الأسلحة المدمرة، التي تتلقاها صدور المجاهدين المرابطين طيلة هذه الفترة، وتحول دون سقوط المدينة.

ولكن وجد المسلمون أخيراً أنه لا بد لهم أمام الحرب الضروس، وخوفاً من تكرار المذابح، وحفاظاً على أرواح المسلمين أن يقوموا بإخلاء المدينة من المدنيين، ثم انسحبوا منها، وانسحبت بعض فرق الجيش البوسنوي ما بين الساعة السادسة والسابعة من صباح اليوم -هذا قبل عدة أيام- متوجهة عبر الجبال إلى المدينة المجاورة إترافنك، وتردد في بعض الأخبار أن هناك أعداداً من السكان المسلمين، وبعض فرق الجيش، لا زالت تقاتل وهو ما يسمى بحرب الشوارع، هذا موجود إلى البارحة، كان هناك حرب شوارع داخل هذه المدينة، وهناك أنباء بسقوط ضحايا كثيرين من الطرفين.

هذه المدينة تعتبر من المدن التي يرتبط اسمها تاريخياً بيوغسلافيا الاتحادية، ويمكن القول بأن السبب الرئيسي لسقوطها هو عدم وصول الأسلحة والذخائر إليها، بسبب الحصار الذي كانت تضربه قوات الصرب حول المدينة، وبسبب القتال الذي نشب مؤخراً بين المسلمين وبين والكروات في إترافنك وما حولها، مما حدا بقوات الصرب إلى استغلال الموقف، وحشد الأسلحة والعتاد، والآن يتكرر الأمر نفسه بحشد الجنود والعدة حول عدة مدن منها: مدينة برجكو، ماجلاي، جراداشاس.

ونسأل الله تعالى أن ينصر المسلمين في تلك المدن وفي غيرها، وقد ترددت أنباء بأن قوات المسلمين البوسنوية استطاعت أن تقتل ثلاثين من بعض العصابات الصربية، وقتل من المسلمين ثلاثة في مدينة كراداشاس، نسأل الله تعالى أن يجعلهم شهداء في سبيله.

وهذه المدينة تسمى مقبرة الصرب، كما بعث الرئيس البوسنوي خطاباً إلى رئيس جمهورية كرواتيا ينتقد فيها المواقف الكرواتية، وخاصة مواقف وسائل الإعلام في ترويج الإشاعات، وإبراز صور العداء ضد المسلمين.

وقد رددت الإذاعة الكرواتية والتلفاز أنباء كثيرة تقلل من شأن حكومة المسلمين في البوسنة، وتذكر بعض الأخبار المغرضة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015