وهنا أيضاً موضوع سبق أن ذكرته أيضاً في الجلسة الماضية: موضوع وجود مدرب نصراني في أحد الأندية الرياضية، وقد جاءتني أوراق متعددة تتعلق بهذا المدرب، فنشر في بعض الصحف -نشر في جريدة الرياض- أنه قد تم إلغاء عقد هذا المدرب، وكان هذا تصريح من مدير النادي العربي، وهذه صورة من الخطاب: بعث إليَّ فضيلة مدير مكتب الدعوة في عنيزة، للمشاركة تضامناً مع إخواننا مسلمي البوسنة والهرسك، فقد تم إلغاء عقد المدرب المذكور، فإنه سيتم صرف مستحقاته المالية بما في ذلك الشرط الجزائي لإلغاء العقد، هذا من جانب، لكن بعد ذلك جاء خبر آخر ناسخ للأول نشر في عدد من الصحف منها الرياضة، حيث أعلن هذا الخبر أن المدرب " استيفن بنيا " مدرب الفريق الكروي بالنادي العربي، أعلن اعتناقه للدين الإسلامي، وأنه قال: إنه أسلم بناءً على المعاملة الحسنة التي تلقاها من الإخوة في النادي ومن شباب هذا البلد الكريم.
وهذا تقرير أيضاً جاءني من مكتب دعوة الجاليات بعنيزة، ويقول: قد علمت من هؤلاء أن المدرب اليوغسلافي قد أسلم ونطق بالشهادتين بحضور بعض مندوبي النادي، وحرصاً منا على استقصاء الأسباب والدوافع فقد تم سؤال المدرب عن تلك الأسباب، وأجاب بأنه رأى المسلمين هنا وتعاملهم، فأراد أن يسلم، وبعد ذلك تم سؤاله عن ديانته النصرانية، فأجاب بأن هناك اختلافات فيها وآلهة متعددة، وأنه لا يعرف الحقيقة، ثم تم سؤاله إذا كان يعتقد بحياة الآخرة فقال: ربما، ثم قال: إذا كان الإنسان طيباً ومات، فإنه يذهب إلى الإله، وأما السيئ فلا يعلم إلى أين يذهب، فقلنا له: جهنم، فقال: ربما، فقلنا: ماذا عن النصراني الذي يعمل أشياء طيبة؟ قال: يذهب إلى الإله، ثم سألناه: أيهما أسهل اتباعاً الإسلام أم النصرانية؟ فقال: النصرانية! فقلنا له: لماذا إذن لا تبقى على نصرانيتك؟ فلم يجب، وتم سؤاله عن اعتقاده حول عيسى، فقال: إنهم يقولون الإله أو ابن الإله، ولكنه هو لا يعلم! ولما سألناه عن محمد ماذا يعرف عنه؟ قال: إنه الإله! وأما القرآن فقال: إنه كلام محمد! وخلاصة القول: إن الرجل أُنطق بالشهادتين وهو لا يعلم شيئاً عن الإسلام، وما يعتقده يخالف ما نطق به، وهو ظاهراً يبدي الرغبة للدخول في الإسلام، أما باطناً فعلمه عند الله، وفي هذه الحالة يستحسن أن يشرح له الإيمان والإسلام، وبعد أن يعلم ماذا يجب أن يعتقده ويعمل به، ويعلم كيفية أداء شعائر الإسلام، يمكن أن يعلن إسلامه ويتابع من قبل الجهة المختصة قبل إصدار الصك بشأنه.
وهذا الكلام الذي ذكره الإخوة أمر طيب، فنحن أولاً نقول: ليس لدينا مانع أن يدخل أي إنسان في الإسلام، حتى رئيس الصرب نفسه لو أعلن الإسلام فباب التوبة مفتوح، ونحن لا نستطيع أن نمنع أحداً كائناً من كان أن يدخل في دين الإسلام، وبمجرد أن يعلن الإنسان الشهادة فيقول: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله يجب أن نكف عنه، ونعتقد أنه أسلم، ثم بعد ذلك نعلمه الإسلام شيئاً فشيئاً.
ولا شك أن هناك ملابسات في الحادث واضحة، ولكنني بقدر ما أشكر الإخوة في النادي على دعوتهم لهذا الرجل إلى الإسلام، وأقول: إننا يسرنا بكل حال أن يكون هذا الإعلان انتصاراً للإسلام أياً كان الأمر، إلا أننا نقول: ينبغي تعاهد هذا الرجل وتعليمه دين الإسلام عقيدة وعبادة وسلوكاً، فإذا تبين أن الرجل التزم بما أعلنه فعلاً، فأظهر الالتزام بالعقيدة الصحيحة فالحمد لله رب العالمين، وهو أخونا، له ما لنا وعليه ما علينا على رغم أنوفنا أيضاً، لأنه ليس لنا إلا الظاهر، والله تعالى يتولى السرائر، أما إذا تبين أن الأمر بخلاف ذلك، فأقول: لكل حادث حديث، ولكني أوجه الإخوة وكذلك الإخوة في مكتب توعية الجاليات بعنيزة جزاهم الله خيراً، أن يحرصوا على متابعة هذا الرجل، ولا داعي للضغط عليه الآن ما دام أعلن الإسلام، فلابد أن نعطيه الفرصة ليعرف الإسلام حقيقة، ثم بعد ذلك يؤمن به إيماناً صحيحاً، هذا وأسأل الله تعالى أن يكفينا شر الأشرار وكيد الفجار وعذاب النار إنه على كل شيء قدير، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين.