إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد: فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إن هذا الدرس هو في حقيقته درسان، ولهذا أعطيته رقمين، الرقم: (38) و (39) من سلسلة الدروس العلمية العامة، لأن الوقت قد يطول بعض الشيء، نظراً لأن هذه الموضوعات غير قابلة للقسمة والتجزئة، وقد أطلنا في الحديث حول موضوع التنصير حتى مللت تقليب أوراقه، وربما مللتم أنتم سماع الكلام فيه على رغم خطورته، ولذلك حاولت أن أجمع خلاصة ما عندي وأقدمها لكم الآن بصورة ناقصة ومبتورة، ولكنها فيما أرى أفضل من التطويل في الموضوع أكثر مما حصل.
وصانعو الخيام هو العنوان الذي وعدتكم به في هذه الليلة: ليلة الإثنين السادس والعشرين من شهر صفر من سنة ألف وأربعمائة وثلاث عشرة للهجرة، وقد وصلنا فيما مضى إلى نتائج أقولها لكم باختصار: أولاً: فشلت الكنيسة في دول الخليج والجزيرة العربية في كسب متنصرين جدد.
ثانياً: غيرت الكنيسة أسلوب عملها المباشر، إلى أسلوب يتخفى تحت ستار الأعمال الإنسانية والوظائف والخبرات التي تحتاجها منطقة الخليج والجزيرة.
ثالثاً: استفادت الكنيسة من الجولات والرحلات العلاجية إلى دول الجزيرةالعربية.