والد يمنع ولده من الدعوة

Q ما رأيكم في الآباء الذين يضعون العوائق أمام أبنائهم في سعيهم للمشاركة في الدعوة بما يستطيع، بل إن أحد الآباء منع ابنه من محادثة ومجالسة الشباب الذين لهم مشاركة في الدعوة والتوجيه لمجرد خلاف شخصي؟

صلى الله عليه وسلم بالنسبة للآباء الذين يسمعون ويدركون، لا شك أن واجبهم أن يساعدوا أبناءهم على القيام بالدعوة إلى الله، فأي توفيق يوفق إليه الأب أن يكون ابنه مستقيماً، حين ينحرف الشباب، وأن يكون ابنه داعية إلى الله في حين يكون أبناء بعض جيرانه أو أقاربه دعاة على أبواب جهنم، هذا من توفيق الله تعالى للأب، ومن الخير والبر الذي ساقه الله تعالى إليه، وأقل واجب عليه هو أن يدع الابن وسبيله، بل واجبه أعظم من ذلك، أن يساعد ويسدد ويؤيد الابن في طريقه ذاك.

لكن إذا كان الأب لايدرك هذا الأمر هنا يأتي دور الابن نفسه؛ أنه عليه أن يتلطف مع والده ويتحيل في الوصول إلى ما يريد وأن يبتعد عن مواجهة الأب قدر المستطاع، فإن الإنسان إذا كان حكيماً واسع الصدر هادئ النفس لين الكلمة ذا أخلاق فاضلة يستطيع أن يحصل على كل ما يريد، وهذا أقوله من خلال تجارب كثيرة جداً، وكثيراً ما يكون الإنسان نفسه هو الذي حال بين نفسه وبين ما يريد؛ بسبب سوء خلقه أو قسوته في قول أو فعل أو عبارة أو تصرف غير جيد، ليس من الحكمة أن تقول لوالدك: والدي يمنعني من الذهاب إلى الجهاد؛ إذاً الجهاد فرض عين ولن أستشيره في ذلك، وبعد يومين تتصل بوالديك من بيشاور تقول له: أنا هنا سوف أجاهد في سبيل الله، ترضى أو تسخط ليس هذا من حقوق أبيك وأمك عليك، وغداً تقول: طلب العلم من الواجب وفرض العين ولا استشير فيه والدي، فتذهب هنا أو هناك دون أن يعلم والدك بذلك أصلاً فضلاً عن أن تكون استشرته، وبعده تقول: الدعوة واجب لا استشيره.

فصار الأب يشعر بأنك ليس لك به أي علاقة وربما عرف بعض أسرارك وأحوالك عن طريق الناس، هذا ليس صحيحاً بحال من الأحوال.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015