سادساً: بعض الناس يقول لا آمر بالمعروف ولا أنهى عن المنكر أخشى أن تحدث فتنة، وأقول: إن الفتنة هي ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقد عاب الله تعالى على المنافقين أنهم تركوا الخروج مع الرسول عليه الصلاة والسلام للغزو بحجة خوف الفتنة: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلا تَفْتِنِّي} [التوبة:49] ويقول الله عز وجل: {أَلا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا} [التوبة:49] فأنت الآن أمام فتنة قائمة، وهي المنكر الموجود، تقول: لا أنكر وأخشى من فتنة متوقعة، نقول: الفتنة الواقعة يجب إزالتها، وعدم الالتفات إلى الفتنة التي تخافها، فالفتنة المخوفة محتملة يمكن تقع أو لا تقع وقد يكون هذا من سوء التقدير أو من الجبن فإن الجبان يخاف من كل شيء، كما قال المتنبي: يرى الجبناء أن العجز عقل وتلك سجية الطبع اللئيم فالجبان يخاف من كل شيء ويَفْرق من ظله، ولهذا كل شيء لا ينكره، يقول: أخشى أن يكون إنكاري سبباً في إحداث فتنة.