الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من خصائص هذه الأمة

إخوتى الكرام: إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو من الخصائص والميزات التي أختص الله تعالى بها هذه الأمة من بين سائر الأمم الكافرة الضالة عن سواء السبيل، يقول الله عز وجل: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} [آل عمران:110] .

إذاً سبب وسر خيريتكم هو أنكم تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله، وسبب فشل وضلال غيركم، أنهم تركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلى الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف ويقول الله عز وجل: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} [التوبة:71] فهذه صفة المجتمع المسلم أيها الأحبة.

أما المجتمعات الكافرة اليوم فنحن نراها وقد أصبحت في الوقت الذي تتغنى بما يسمى حرية الفرد، فإنها أصبحت تحارب جميع صور الفضيلة التي يريد الفرد أن يمارسها، في بلاد الغرب -فمثلاً- الحرية متاحة لأهل العري والعهر والفساد والرذيلة، لا أقول: متاحة بل مفروضة، ولكن حين تفكر فتاة مسلمة بأن تلبس الحجاب على رأسها ورقبتها ونحرها وهي ذاهبة إلى المدرسة تقوم الدنيا حينئذٍ، ولا تقعد.

كما حصل في فرنسا، منذ زمن ليس بالبعيد منذ نحو سنة، حين ذهبت ثلاث فتيات من المغرب إلى مدرستهن في فرنسا وقد لبسن الحجاب على الرأس فرفض مدير المدرسة إدخالهن حتى يخلعن الحجاب، وتطورت القضية حتى دُرست أعلى المستويات الرسمية وتدخلت فيها دول خارجية للوساطة عند والد هؤلاء الفتيات، لتغيير قناعتهن بالحجاب.

سبحان الله! ما الذي جرى؟! هل دخلت جيوش إسلامية تلك البلاد الكافرة، حتى يحصل هذا الهلع والفزع والرعب، كلا، إنما هن ثلاث من "الجنس اللطيف"! أردن ممارسة حريتهن في ممارسة الالتزام بالحجاب الشرعي، فهذه دعاوى العلمانية البراقة ودعاوى الحرية! إنما هي مجرد لافتات يضحكون بها على الناس.

وأما إذا كان الإسلام، هو الخصم فإنهم يظهرون ضراوتهم وعداوتهم جلية بدون مواربة، ولما حصلت هذه الحادثة بدأت الصحف الفرنسية كلها تكتب عن هذا الموضوع، وعندي قصاصات منها كثيرة، تكتب عن هذه القضية، هذه الظاهرة، خطورة الإسلام على فرنسا، تاريخ الحجاب، كيفية نزع الحجاب في مصر، ودخلت فيها قضية الخميني والثورة الإيرانية وإلى غير ذلك، وحاولت أن تهول قضية كون ثلاث بنات أردن أن يدخلن المدرسة بحجاب على الرأس.

فالذي عندهم هو الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف بل محاربة المعروف علناً، وقد رأيت في بعض البلاد التي هاجر إليها كثير من المسلمين هناك وأقاموا فيها وتزوجوا من أهلها أنك والعياذ بالله تجد أن المسلم الذي زوجته نصرانية من أهل تلك البلاد.

البنت التي ولدت له من هذه المرأة تمارس حريتها الكاملة على رغم أنف والدها، فتخرج متى شاءت وتدخل متى شاءت، وتأتي بعشيقها لتجلس معه في بيتها، في غرفة خاصة، والويل للأب إن أراد أن يتدخل فإنه ليس على البنت إلا أن تدير قرص الهاتف لتنادي الشرطة، فيأتوا ويأخذوا الأب إلى المخفر، ويجروا معه تحقيقاً طويلاً، لماذا تتدخل في حرية هذه البنت؟! يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف.

ففي الإسلام الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو بديل عما يسمونه هناك بالحرية الفردية؛ لأن الحرية الفردية في بلاد الغرب إنما هي قشر خادع -كما بينت لكم-.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015