أيها الأحبة: إن الذي دفعني إلى هذا القول الذي أعلم أنكم تدركونه، إنما هو ما ظهر في الفترة الأخيرة من اتهامات أطلقت في بعض الأشرطة والكتب، وانتشرت في بعض المجالس، وجهت هذه الاتهامات إلى بعض العلماء والأئمة والدعاة إلى الله، الذين نفع الله بعلمهم ودعوتهم، ونحسبهم -والله حسيبهم- من المخلصين والداعين إلى الخير، والبعيدين عن التحزب وضيق النظرة، وقد زكاهم علماؤنا الأجلاء كما ستسمعون بعد قليل.
إن أخشى ما نخشاه -أيها الأحبة- أن يكون لتلك الاتهامات أثرها السلبي على مسيرة الصحوة، مما سيفرح به أعداء هذا الدين في كل مكان وزمان، على أننا لا نغلق باب النصيحة بالحق، بل إن النصيحة واجبة في حق كل مسلم، ولكن بالطريقة المشروعة التي نعرفها جميعاً، خاصة وأن هؤلاء الدعاة الذين تطلق عليهم التهم، يدعون إلى الإسلام، ويحثون الناس على التمسك به، ويعتمدون على كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام فيما يقولون، وليسوا من أولئك الذين يجاهرون بالمعصية، أو بقول السوء.
وهذا الكلام أوجهه من قلب مخلص محب للجميع، ويعلم الله أنني لا أميل إلى أحد دون أحد إلا بالحق فإن الحق أحق أن يتبع، وإنما دفعني إلى هذا، الحرص على هذه الصحوة، والخوف على صفها من التمزق والتشرذم، والله المطلع على السرائر وهو المستعان.