Q نرجو منكم تقديم نصيحة للمرأة التي إن حُدِّثَتْ عن التوبة وضرورتها خشعت، وتحمست لها، ولكن عندما تأخذها الدنيا وزخرفها يظهر منها بعض التقصير، ثم إذا قرأت كتاباً مفيداً، أو استمعت إلى شريط إسلامي، عادها الحماس نفسه للاستقامة والتوبة، وجزاكم الله عنا خيرا؟
صلى الله عليه وسلم هذا يدل على أن هذه المرأة معدن خير، وفيها خير وقابلية، ولذلك ينبغي عليها أن تحرص على أن تلقي بنفسها في وسط مؤمنات، كما ذكرت وكررت، وأكدت، ولا أمل من تكرار ذلك، إن الذي يتوب عليه أن يغير بيئته، كل من تاب إلى الله عز وجل، نقول: غادر بيئتك، فإنها أرض سوء، أو بيئة سوء، إلى بيئةٍ أخرى، ولا أعني بمغادرة البيئة أن يترك البلد إلى بلد آخر، لا.
قد يترك الزملاء والأصدقاء الذين هم سبب في وقوعه في المعصية، وينتقل إلى زملاء يكونون عوناً له على طاعة الله عز وجل، فالمرء من جليسه، كما أن على هذه المرأة أن تكثر من قراءة الكتب وسماع الأشرطة، فالحسنات، تجر الحسنات، والسيئات تجر السيئات، وأنت إذا رأيت عند هذا الإنسان المعصية، فاعلم أن عنده أخوات لها، وإذا رأيت عنده طاعة، فاعلم أن لها أخوات، وكلما أكثر الإنسان من الطاعات، هربت المعاصي، وإذا أكثر من المعاصي، هربت الطاعات، إذا كَثُرَ دخول الملائكة في بيت، تضايق الشياطين وخرجوا، وإذا كثر تردد الشياطين عليه، تضايقت الملائكة وخرجت، فهذه المواد المتقابلة المتضادة، لا تكاد تجتمع في قلب إلا يتغلب أحدها على الآخر فيطرده.
أسأل الله لي ولكم القبول، وصلاح القول والعمل، اللهم لا تؤاخذنا بذنوبنا، اللهم لا تؤاخذنا بسيئاتنا، اللهم لا تؤاخذنا بخطايانا، اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا، إن هي إلا فتنتك تظل بها من تشاء، وتهدي بها من تشاء، أنت ولينا فاغفر لنا وارحمنا، وأنت خير الغافرين، واكتب لنا في هذه الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار، اللهم صلِّ وسلم، وزد وبارك، وأنعم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى آله، وأصحابه أجمعين، سبحانك اللهم وبحمدك، نشهد أن لا إله إلا أنت، نستغفرك ونتوب إليك.