قسوة الأب على أولاده

Q هذه أم لأطفال، زوجها عصبي جداً جداً، وعصبيته تكون على حساب أطفالي إذا غضب يضربهم ضرب الحمير والمجرمين، وأكبرهم لم يتجاوز الخامسة من عمره مما تكون حياتي مستحيلة معه فيما بعد، انصحه جزاك الله خيراً؟

صلى الله عليه وسلم الحقيقة أقدم النصيحة للطرفين النصيحة الأولى: بالنسبة للزوج العصبي: نحن نعرف بأن الإنسان قد يولد هكذا أحياناً، قد يكتسب الناحية العصبية ميراثاً، وقد يتلقاها في البيئة بسبب ظروف مرت به؛ لكن الذي أنصح هذا الأخ العصبي أن يكثر من مراجعة نفسه ومواقفه؛ لأنه لا يوجد شيء يمكن أن يؤثر فيه مثل أن يراجع ما سبق، لأنه سوف يندم عليه، وهذا الندم سوف يجعله بأن يتخذ موقفاً سليماً في المرات القادمة ولا يندفع مع هيجانه وعصبيته إذا انفعل.

الأمر الثاني: أن على هذا الإنسان العصبي أن يحرص بقدر ما يستطيع على تجنب المواقف التي يمكن أن تثير أعصابه بحيث يفقدها، وقد يتصرف تصرفاً غير سليم.

الأمر الثالث: أن هذا الإنسان عندما يشعر بأنه بدأ ينفعل أو بدأ يتأثر عليه أن يحاول تغيير الموقف؛ مثل أن يكون موجوداً في البيت ويحصل أمر يثيره عليه أن يخرج من البيت وأن يتوضأ وينشغل بأمر من الأمور، ولذلك الرسول عليه الصلاة والسلام أمر الإنسان إذا غضب كما ورد في حديث حسنه بعضهم أن يتوضأ، وإن كان قائماً أن يقعد، وإذا كان قاعداً أن يضطجع وهذا من شأنه أن يطرد الشيطان عن الإنسان، لأن الغضب غليان في قلب ابن آدم وهو من الشيطان لا شك، فيزيله الإنسان بهذه الأشياء، فدعاء الله وذكره، والصلاة والوضوء يخفف الغضب، وكذلك تغيير الحالة التي عليها الإنسان من شأنه أن يجعل الإنسان لا يتصرف تصرفاً بمقتضى هذا الغضب الذي حدث منه.

النصيحة الثانية: ثم على الأخت السائلة أن تدرك أن عليها مسئوليه كبيرة تجاه زوجها وأطفالها وهي أن تحرص؛ لأنها عرفت أن هذه طبيعة الرجل، وحقيقة الطبائع يمكن أن تهذب؛ لكن من الصعب أن تزول، ولذلك لا ييأس أحد ممكن أن يهذب الإنسان العصبي أخلاقه وطبائعه بنسبة كبيرة جداً، ولو لم يتحول من إنسان عصبي إلى إنسان بارد بطبيعة الحال، ولكن على الزوجة أن تدرك أن تحوّل زوجها من إنسان عصبي إلى إنسان آخر في النقيض أمر غير ممكن، وإن كان التهذيب ممكناً -كما ذكرت- وبالتالي عليها أن تعينه على نفسه.

محاولةً إبعاد الأشياء التي تثيره، وأن تتحمل بقدر ما تستطيع من نفسها ومن إعداد أولادها ما لا يثير غضب الزوج، بعض النساء يكون عندها حكمة وقدرة على التغلب على تلك المواقف، وبعض النساء على النقيض من ذلك قد تزيد الطين بلة!! وهناك قضية أخرى: أن المرأة قد تتدخل بين الزوج وبين الأطفال، وهذا قد يؤدي إلى وجود خصام بين الزوج وزوجته وقد يؤدي إلى الطلاق، فمثلاً كون الزوج ضرب أحد الأطفال ضربة لا تضره، لا يؤدي إلى أن المرأة تتدخل والزوج في حالة غليان، وتقول له: أنت فعلت وسويت، وحولت حياتنا إلى جحيم، وربما ينفعل الزوج ويقول: أنت طالق، لا؛ عليها ألا تسلك هذا الأسلوب، عليها أن تأخذ الابن إلى مكان بعيد، ويمكن أن تلاطف الزوج إذا ما استطاعت، أو تتجنب الموضوع بالكلية وهذا يحتاج إلى شيء من الحكمة، وبالحكمة يمكن أن تقتنع الزوجة أن الحياة غير مستحلية بل ممكنة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015