وصايا عمرو بن العاص

عمرو بن العاص، وما أدراك ما عمرو بن العاص!! له عند موته نبأ عجيب!!.

في صحيح مسلم {أن عمراً لما حضرته الوفاة، حول رأسه إلى الجدار، وجعل يبكي، فجاءه ابنه عبد الله بن عمرو بن العاص وقال: له يا أبت، ما يبكيك؟ يحاول أن يزيل همه وحزنه أما بشرك رسول الله صلى الله عليه وسلم بكذا؟ أما بشرك رسول الله صلى الله عليه وسلم بكذا؟ ويذكر له بعض البشارات، فما زال به حتى التفت، ثم قال رضي الله عنه وأرضاه: {إني لا ألقى الله عز وجل بأعظم من شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، ثم قال: إني كنت على أطباق ثلاث -على أحوال ثلاث- الحالة الأولى: كنت في الجاهلية، ولم يكن أحد أبغض إلي من رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى إني لو استمكنت منه لقتلته، فلو مت على تلك الحال لكنت من أهل النار.

قال: ثم قذف الله تعالى الإسلام في قلبي، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، أبسط يدك أبايعك، قال: فبسط يده؛ فقبضت يدي.

فقال مالك يا عمرو قلت: يا رسول الله، أريد أن أشترط قال: تشترط ماذا؟ قلت: أشترط أن يغفر لي.

قال: يا عمرو بايع، فإن الإسلام يجب ما قبله، والحج يجب ما قبله، والهجرة تجب ما قبلها، والتوبة تجب ما قبلها، قال: فبسطت يدي فبايعته صلى الله عليه وسلم فلم يكن أحد أعظم في عيني من رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إني لم أكن أطيق أن أنظر في وجهه؛ من شدة هيبتي له -عليه الصلاة والسلام فلو مت على هذه الحالة لرجوت أن أكون من أهل الجنة، ثم ولينا أشياء لا أدري ما حالي فيها أي من أمور الإمارة والحروب وغيرها، قال رضي الله عنه: فإذا دفنتموني فانتظروا عند قبري قدر ما تذبح جزور، ويقسم لحمها، لعلي أن أستأنس بكم، وأنظر بماذا أراجع به رسول ربي} يقول: انتظروا عند قبري، واستغفروا لي، وادعوا لي؛ لعلي أن أستأنس بكم، وهذا أمر خاص، اجتهاد خاص من عمرو بن العاص رضي الله عنه، لم يكن يفعله غيره من الصحابة رضي الله تبارك وتعالى عنهم.

المهم هذه من وصيته.

ومن وصيته، أو من أخباره عند موته ما رواه الحاكم وغيره، [[أن عبد الله ابنه قال له: يا أبت، أنت وأنت صحيح كنت تقول لنا: وددت أن بعض المحتضرين يخبروننا عن الموت كان عمرو يقول: بودي أن إنساناً يحضره الموت يحدثنا ماذا يحصل عند الميت؟ ما الذي يجري.

فأنت الآن محدثنا؟ فقال: يا بني إن أمر الموت أعظم من أن يوصف، لكنني سوف أقربه لك، يقول: أرى شيئاً لا أستطيع أن أصفه، ولكن أقربه لك أحس كأن جوفي يشاك بالسلاح، كأن السكاكين والخناجر تختلف في بطني، هذا يخرج وهذا يدخل؛ من شدة الآلام، وأحس كأن روحي تخرج من ثقب إبرة، وأحس كأن جبل رضوى على عنقي]] .

هذا بعض ما يعبر به عمرو بن العاص رضي الله عنه عن الآلام، والصعوبات التي يلقاها المحتضر، ومع ذلك {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ} [إبراهيم:27] .

وقد روى نعيم بن حماد في زوائده عن ابن المبارك، عن عمرو بن العاص أيضاً عند موته أنه قال: [[اللهم إنك أمرت فعصينا، ونهيت فوقعنا، لا إله إلا أنت، ثم أمسك بإبهامه، فمازال يرددها حتى فاضت روحه رضي الله عنه وأرضاه]] .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015