Q أريد نصيحة لأولئك الذين لا يترددون في نشر الأخبار المختلقة، والمشوهة لبعض الدعاة والمصلحين، وخاصةً رجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، مع أنني كنت أصدق بعض الأخبار، ولكن حينما تكشفت الحقيقة، تركت ذلك.
صلى الله عليه وسلم نعم، هذه من المشكلات، ويقولون -مع الأسف الشديد- أصبحت الإشاعات والأقاويل الباطلة تروج بين الناس، ولقد سمعت بأذني أخباراً وأقوالاً أحلف بالله العظيم أنها أخبار مكذوبةٌ مختلقةٌ لا أقول: يرددها عوام، ولا بلهاء، وإنما يرددها طلبة علم محسوبون، وقرَّاء لكتاب الله تعالى، وربما أئمة أحياناً، وهذا من الخطأ البين العظيم؛ والحمد لله اليوم تيسرت الأخبار، وسهلت الأمور، فالتحري والتثبت أصبح ميسوراً، والله تعالى يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا} [الحجرات:6] ، وفي قراءة: (فتثبتوا) {أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} [الحجرات:6] ، وليس شرطاً أن يكون الفاسق فاجراً معلناً بفجوره، فقد يكون فسوقه من جهة خفية؛ وقد يكون فاسقاً بالغيبة، أو بالنميمة، أو بالحسد، أو ببغض أهل الخير، وقد يكون فاسقاً بغير ذلك مما يعلم به فسق الإنسان، فإذا جاءك فاسقٌ بنبأ، سواء كان فسقه ظاهراً، أم خفياً، فعليك أن تتثبت، والتثبت سهل، فما عليك إلا أن تدير قرص الهاتف وتقول: يا فلان هل سمعت كذا، هل هو صحيح أم لا؟، أو تذهب برجلك إلى إدارة الهيئة، وتقول: أيها الإخوة: هل سمعتم كذا، وستجد الاستقبال والإيضاح، وسوف تعلم أن (90%) على الأقل مما يقال ويشاع وينشر كذب لا أصل له، أما (10%) الباقية، فقد لا تكون كذباً صراحاً بواحاً، فقد يكون لها أصل، ولكن زيد عليها ونقص وغير وبدل، فأدعو المؤمنين كل المؤمنين إلى التحري والتثبت، وألا يتعجلوا في الأمر، لئلا يندموا بعد ذلك حيث لا ينفع الندم، إياك وما يعتذر منه، فليس هناك داعٍ إلى أن تذهب غداً إلى فلان كي تعتذر منه، وتقول له: اسمح لي أنا وقعت في عرضك، أو كذبت عليك، دع هذا من الآن، وإياك وما يعتذر منه.