استمرار المحن في أمة محمد صلى الله عليه وسلم

ثم كان بعد ذلك في أمة محمد صلى الله عليه وسلم من ألوان الابتلاء ما يذكرك بما حصل للرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام، حتى قيل للإمام أحمد رحمه الله وهو أحد الذي أوذوا في سبيل الله وعذبوا حتى جلس في السجن مرة واحدة ثمانية عشر شهراً متواصلة، قيل: لو كان الإمام أحمد في بني إسرائيل لكان نبياً، لفضله وعلمه وجلالته ورفعة قدره في هذه الأمة.

وقد سبقت ترجمة الإمام أحمد في درس خاص، وهكذا الإمام مالك فأمره هكذا، قد لقي من العناء ما لقي وتحدثت عنه سابقاً، ومثله أيضاً العز بن عبد السلام والمنذر بن سعيد البلوطي وغيرهم من علماء هذه الأمة ودعاتها وأئمتها، وسأتحدث إن شاء الله في فرص ثانية عن أئمة آخرين كالإمام الشافعي وأبي حنيفة وابن تيمية وابن القيم والنووي وابن حزم ومحمد بن عبد الوهاب وغيرهم من أهل العلم رحمة الله تعالى عليهم أجمعين.

أيها الإخوة: إن الوقت انتهى ولم أصنع شيئاً فهذه وريقاتي في يدي كما كانت، ولذلك أترك بقيه الموضوع وقد بقي منه جزء كبير مهم جداً، أتركه إن شاء الله إلى محاضرة أخرى وأترك بعض الوقت لقراءة بعض الأسئلة.

كثيراً ما يسألني بعض الشباب عن كتب تزكى للقراءة، ويقترحون في كل درس أو محاضرة أن أقدم لهم كتاباً، وقد وقع في يدي هذا اليوم كتاب اسمه: قواعد الاعتدال لمن أراد تقويم الجماعات والرجال، بقلم عقيل بن محمد بن زيد المقطري من اليمن وقد طبع الكتاب في مكتبة دار القدس في صنعاء، ونشر في دار ابن حزم، هذا الكتاب على قصره قرأته اليوم فوجدته كتاباً قيماً ممتعاً مفيداً معتدلاً، وأنصح الإخوة من الشباب وغيرهم بقراءته ونشره أيضاً، لما احتواه من القواعد والفوائد والمعلومات والاعتدال فيما يطرح وما يقول.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015