Q المسلم دائماً في حماس لدينه وإسلامه، لكن كثيراً ما يرى الطريق مسدوداً أمامه، فماذا يعمل؟ وماذا يقدم؟ وما هي أول خطوة؟
صلى الله عليه وسلم في الواقع أن المسلم يستطيع أن يقدم الكثير، فهو كما يقول المثل الصيني: رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة، فثق ثقة تامة أن محافظتك على الصلاة شيء، وقيامك بالواجبات شيء، وأداءك للتكاليف الشرعية شيء، وتربيتك لأولادك على هذا شيء، وتعلمك للعقيدة الصحيحة، ومعرفتك بتاريخ الإسلام، والثقافة الإسلامية الواعية، ودعم الأعمال والمشاريع الإسلامية، والمشاركة في الدعوة إلى الله: نشر الكتاب، نشر الشريط، حضور الحلقة، حضور الدرس، الأمر بالمعروف، النهي عن المنكر، كل هذه الأعمال يجب أن لا نحتقرها أو نزدريها أو نعتقد أنها لا علاقة لها بالقضية الكبرى.
فكل قضية مهما كانت صغيرة في عينك -وليس في دين الله صغير- فينبغي أن تعلم أنها خدمة أنها تنفع بها نفسك ثم تنفع بها دينك، ولا داعي أن تربط نفسك بقضية تشعر بأنها مستحيلة، مثلاً تقول: أنا ما هي علاقتي بقضية السلام، وقضية اليهود؟ وأنا لا أملك قدرة على إخراج اليهود من فلسطين، إذاً أجلس مكتوف الأيدي وأنام ملء جفني، لا يا أخي، بل عليك أن تربي أولادك على الخوف من الله، وربِّ أولادك على محبة الله ورسوله، وربهم على الموالاة للمؤمنين والمعاداة للكافرين، ربِّ أولادك على أن فلسطين أرضٌ إسلامية مثلها في ذلك مثل سوريا والأردن والباكستان وأفغانستان والأندلس ومثل أي بلد آخر وأنه ينبغي أن تكون هذه البلاد كلها أرضاً إسلامية يحكم فيها بدين الله وشرعه، وتقام فيها العقيدة الصحيحة وتعلم فيها حدود الله، ويعلم فيها القرآن والسنة النبوية، ويؤمر فيها بالمعروف وينهى فيها عن المنكر، وإذا لم تقدر أنت قد يقدر أولادك، وإذا لم يستطيعوا هم فقد يستطيع من بعدهم، فينبغي أن يدرك كل إنسان منا أن العمل البسيط اليسير في نظره الذي يقوم به أنه يعتبر خدمة ونفعاً في هذا المجال ولبنة يمكن أن تساهم في هذا البناء الكبير.