صفة العزة

وقوله: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ} [المنافقون:8] في هذه الآية إثبات صفة العزة له سبحانه وتعالى، والاسم منها العزيز، وهو من أسمائه الحسنى أيضاً الثابتة في مواضع كثيرة جداً من القرآن الكريم قال تعالى: {وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [الجمعة:3] كما أن الصفة نفسها بلفظ العزة ثابتة في مواضع عدة في الكتاب والسنة منها هذه الآية: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ} [المنافقون:8] .

وهذه الآية جاءت في مجال كشف المنافقين كـ عبد الله بن أبي بن سلول وغيره، ممن قالوا في غزوة بني المصطلق: {لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ} [المنافقون:8] فعدوا أنفسهم أعزة وعدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه أذلاء، وهددوا بإخراجهم من المدينة، فقال الله تعالى: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ} [المنافقون:8] فالعزة هي من الله تعالى وإليه، فهو العزيز، ومن لاذ بجانبه فهو العزيز أيضاً، ولهذا قال: {وَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [يونس:65] .

وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: {من أصابه وجع فليضع يده على موضع الوجع، وليقل سبع مرات: أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر} وهذا في الصحيح، وكذلك من دعائه صلى الله عليه وسلم: {أنت الحي الذي لا يموت، والإنس والجن يموتون، أعوذ بعزتك أن تضلني} ومثل ذلك كثير معروف، فالعزة من صفاته، والعزيز من أسمائه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015