أولاً: ما هي الدعوة؟

قال الله تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [يوسف:108] من هذه الآية الكريمة؛ يتضح أن الدعوة هي حث الناس كافة على الرجوع إلى الله تعالى، وطاعة شريعته واتباع رسله عليهم الصلاة والسلام.

وحين نتحدث عن الدعوة، وهي بهذا شريعة ربانية يجب ألا نتحدث بشيءٍ من عند أنفسنا؛ بل من دلائل الوحي وإرشاداته وتوجيهاته، وحين أقول: شروط الدعوة؛ فإنني لا أعني بها ذلك المعنى الاصطلاحي الذي يتبادر إلى الذهن، حينما نقول مثلاً: شروط الصلاة أو شروط الوضوء، أو شروط الإيمان، أو ما شابه ذلك، كلا! بل أعني بها المعنى اللغوي.

فالشرط في اللغة: هو العلامة، كما ذكر ذلك ابن فارس في المعجم وغيره من اللغويين.

إنها معالم يهتدي بها الداعون وحسب، وليس المعنى ألا يدعو الإنسان إلا وقد تكاملت فيه الشروط والأوصاف.

فلو لم يعظ في الناس من هو مذنب فمن يعظ العاصين بعد محمد عليه الصلاة والسلام.

هذه الكلمات التي أقولها لكم اليوم -أيها الإخوة- لم أنقلها من كتاب، ولم ألتقطها من دراسة، وإنما مرجعها أحد شيئين: إما القرآن الكريم، أو سيرة النبي عليه الصلاة والسلام وأقواله وأفعاله.

وهي استنباط اجتهادي قابل للخطأ والصواب، فما كان فيه من صواب فمن الله تعالى، وله الحمد والشكر وهو لذلك أهل، وما كان فيها من خطأٍ فمني ومن الشيطان، والله تعالى ورسوله من ذلك بريئان.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015