Q فضيلة الشيخ قلت: إن عيسى عليه السلام قال: [[الدنيا كالقنطرة اعبروها ولا تعمروها]] ما معنى ذلك؟
صلى الله عليه وسلم معناه: أنه يقرر ويقول: إن الدنيا كالجسر والمعبر الذي يمضي عليه الإنسان إلى غيره، فالإنسان لا يقيم الأبنية على الجسور والقناطر والمعابر وإنما يمضي عليها إلى غيرها، فهو يقرر أن الدنيا جسر إلى الآخرة؛ ومعبر وقنطرة إليها وإلى حياة البرزخ، فعلى الإنسان أن يعبرها ويمضي عليها ويحرص على تقديم الأعمال الصالحة فيها وألا يشتغل بعمارتها والمبالغة في ذلك بحيث يخرجه هذا الأمر عما خلق له، أما عمارة الدنيا من حيث الأصل فهو جزءٌ من العبادة، فالله عز وجل يقول: {هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا} [هود:61] والإنسان مطلوب منه أن يقوم بشئونه في هذه الدنيا، وأن ينفق على نفسه وعلى من ولاه الله أمره، وأن يقيم بناء دولة الإسلام إلى غير ذلك من الأمور التي لابد منها، وإنما المقصود الاشتغال بفضول الدنيا والتوسع فيها بما لا حاجة له في الدار الآخرة.