Q ما السبيل إلى تقوية الصلة بالله عز وجل؟ وكيف يمكن للإنسان أن يحفظ الله عز وجل دائماً وأبداً؟
صلى الله عليه وسلم السبيل هو المجاهدة، فالله عز وجل يقول: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} [العنكبوت:69] وكل إنسان يعرف كثيراً من أسباب الطاعات المقربة إلى الله عز وجل الموصلة إلى رضاه، من الصلاة والصيام والزكاة والصدقات وكثرة النوافل وقراءة القرآن وصلة الرحم وكثرة الدعاء وغيرها مما لا يتسع المجال لذكرها.
كل إنسان يعرف أشياءً كثيرة من هذا الباب، ولكن السائل وغيره كثيراً ما يتساءلون عن السبيل الذي يجعل الإنسان يستمر على هذه الأشياء.
فأقول: إن الشيء الغالي النفيس لا يأتي إلا بتعب حتى أمور الدنيا الغالية النفيسة لا تأتي إلا بشيءٍ من التعب، ولو نظر الواحد منا في حياته لوجد أنه إذا اقتنع بأمر وأراده بذل في سبيله الكثير من الوقت والجهد حتى يصل إليه، وكذلك الحال في شأن الدين فإذا كنت مؤمناً -وأنت بحمد الله مؤمن بالله واليوم الآخر، وبأن الذي يرضي الله يحظى بالسعادة في الدنيا وفي القبر وفي الآخرة، وهي سعادة لا يمكن وصفها بحال من الأحوال- فاعلم أن تحصيل ذلك يحتاج إلى شيءٍ من التعب، وإلى شيءٍ من المجاهدة، فقد تجاهد نفسك وتعمل الطاعات ثم يحصل لك شيء من الضعف أو التردد أو التأخر.
فحينئذٍ عليك أن تخرج نفسك من هذا مرة أخرى وتجرها من هذا الأمر الذي صارت إليه، وتجاهدها حتى تصل إلى وضع أحسن مما كنت قبل ذلك، وهكذا مع القناعة التامة بأن الله عز وجل وعد كل من جاهد فيه أن يوصله إلى ما يريد من الخير والحق، فقال عز وجل: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} [العنكبوت:69] وأكد الله عز وجل هذا بأكثر من مؤكد أكده باللام والنون: (لَنَهْدِيَنَّهُمْ) فلا بد من الإيمان بهذا وأنه وعد حق وصدق قطعه الله عز وجل على نفسه، فجاهد تجد الهداية.