مشكلة الأم والزوجة

السؤال يقول: أمي شديدة الغيرة من زوجتي، فمهما فعلت مع أمي فأنا مقصر، فكيف توجهني؟ مع أن هذه الظاهرة متفشية، والوالدة مكثرة من القيل والقال وكثرة الشكاية؟

صلى الله عليه وسلم هذه فعلاً مشكلة، الأم لها حق قال الله: {فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً} [الإسراء:23] وعلى الولد أن يكون لبقاً حين تعامله مع زوجته، خاصة حين يكون أمام أمه، فلا يشعرها بأنه يفضلها عليها أو يعطيها أي شيء، بل يشعر أمه بأن القرار الأخير لها، وإن كان الأمر في الواقع ليس كذلك، فكثير من الآباء والأمهات، يكفيهم أن يقول الولد لهم: لبيكَ! وسيكون ما ترضى، وبإذن الله لن يقع شيء يسخطك، ولن يكون إلا ما يرضيك وما أشبه ذلك، ثم هو يتصرف بما يراه مناسباً بطريقة لبقة، وكما يقولون: الكلام اللين يغلب الحق البين.

ثم إن كثيراً من الأسر في كثير من البلاد، جرت العادة أن الولد يستقل في بيت بمجرد ما يتزوج، خاصة حين يكون أهله ليسوا في حاجة إليه، كأن يكون هناك أولاد لهم غيره، أو هم بجواره، أو هم مشتغلون عنه، وهذا في نظري -إذا لم يكن ثمة حاجة وهذا الأمر جيد؛ لأنه يجعل للزوجين كمال الاستمتاع بينهما وعدم وجود تدخل، وكذلك يضمن أن تكون العلاقة بين المرأة وبين أم زوجها، وبينها وبين أهلها أيضاً علاقة طيبة وحسنة وحميدة؛ لأن مبناها على الزيارة والمجاملة والترحيب والتحية وغير ذلك، أما إذا وجد حاجة من الأهل للولد أو لزوجته، من خدمة المنزل، أو أنهم لا يستغنون عنه، أو لا يوجد غيره أو غير ذلك من الأسباب، فهذا يقدر بقدره.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015