عدم الدقة في التحري قبل الزواج

ولعل هذا من أكبر وأخطر الأسباب، فبعض الشباب الذين يقدمون على الزواج، يركزون على جانب واحد فقط كالجمال مثلاً، فيبحث عن الجميلة، ويركز على الصفات الجسمية، ولكنه يغفل عن الجوانب الأخرى، فبعد ما يتزوج قد يجد الجمال، لكن الجمال من الممكن أن يذبل خلال شهر أو شهرين أو حتى سنة، ثم تظهر بعض السلبيات الأخرى التي تجعل الحياة مستحيلة، فأي قيمة لجمال يصاحبه غرور؟ أي قيمة لجمال ليس معه عفة؟ وأي قيمة لجمال ليس معه تربية حسنة؟ وبعض الشباب يقول: أبحث عن ذات الدين، ولا شك أن هذا هو ما أوصى به النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال: {فاظفر بذات الدين تربت يداك!} ولكن مع ذات الدين، لا بد أن يكون الإنسان معتدلاً في بحثه؛ لأن بعضهم قد يبحث عن ذات الدين فيسئ إليها، فبعد ما يتزوجها وهي ذات دين، ربما تصوم النهار وتقوم الليل، وبعد ذلك يقول: والله لم أحبها، لماذا يا فلان؟ قال: لأنها امرأة ليس فيها أي قدر من الجمال، مواصفات الجمال معدومة فيها.

أي فأنت هنا لم تحسن إليها بل أسأت إليها، والرسول عليه السلام طلب منك أن تبحث عن ذات الدين لتحسن إليها، وربما تدخل بها الجنة، أما أن تبحث عنها حتى تؤذيها وتضايقها في البيت، وتضطهدها وتظلمها، وربما تقبحها في شكلها أو أمام الآخرين فهذا لا يسوغ، دعها عند أهلها يرزقها الله تعالى من هو خير منك، وقد يرزقك الله تعالى من هو خير منها.

فعلى كل حال، ينبغي أن يراعي الإنسان الموضوعية والاتزان والشمول عند البحث، فلا يركز على جانب واحد فقط، فإذا وجده بحث عن الجوانب الأخرى التي ربما فقدها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015