المخرج من الأزمات التي تمر بها الأمة

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ,ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أما بعد: فلا شك أنكم جئتم وأنتم تقرءون عنوان هذه المحاضرة، ألا وهو الحديث عن (صور من حياة المرأة في الجاهلية المعاصرة) وفي بادي الرأي فإن الموضوع قد يكون بعيداً عن القضية التي تناولها أخي أبو محمد جزاه الله خيراً، ألا وهي الأحداث الأخيرة التي نعيش آلامها وهمومها ومخاوفها جميعاً، ولكنه يمت إليه بسبب أي سبب، ألا وهو الحديث عن أن مصائب الأمة وآلامها ونكباتها الذي هو أثر من آثار بعدها عن هدي الله عز وجل في جميع شؤون حياتها، وأثر من آثار اعتمادها على الأمم الأخرى في سائر شؤونها، حيث أصبحنا نستورد منهم كل شيء , وأصبحنا نعتمد عليهم في كل شيء، ونأخذ منهم كثيراً من العادات والأخلاق والنظرات والأفكار والسلع والبضائع إلى آخره، وكما يقول المثل: إنما أكلت يوم أكل الثور الأبيض.

فإنما أصابت الأمة هذه الضربات الموجعة، ومزقتها هذه الشعارات الجاهلية البراقة يوم اختفت القيادات الشرعية الصادقة، فأصبحت الأمة نهباً لأصوات شتى، هي في ظاهرها أصوات مخلصة، وفي حقيقتها يسمع العاقل منها فحيح الأفاعي، وأصبحت الأمة نهباً لشعارات شتى، هي في ظاهرها شعارات براقة جميلة أخَّاذة، وفي حقيقتها الموت الزؤام، ولذلك فلا غرابة أن يكون نداؤنا وإلحاحنا وإصرارنا في مثل هذه الأحداث، على أن نقول: ليس المخرج من مثل هذه الأحداث هو انفعال مؤقت نعيشه بسبب أزمة طارئة، ولا غليان حادث أو عارض بسبب الأخبار التي نسمعها في كل ساعة وفي كل حين كلا! المخرج من هذه الأحداث -بل ومما ينتظر الأمة من الأحداث مما هو أشد وأعظم- هو أن تستعصم بكتاب ربها وسنة نبيها صلى الله عليه وسلم في الكبير والصغير من أمورها، والجليل والخطير، وألا ترضى عن شريعة الله تبارك وتعالى بدلاً.

بل أقول: العاصم -بإذن الله تعالى- أن تحمل الأمة -وأخص شبابها وفتياتها- همّ إعادة الحضارة الإسلامية إلى الوجود بجميع جوانبها؛ لتكون بديلاً عن الحضارات الزائفة التي تهيمن على البشرية في مشارق الأرض ومغاربها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015