Q هل في كتب الشيخ الغزالي ما يخرجه من الإسلام؟ ونرى بعض العلماء يبقى فترة من الزمن على ثقة من الناس وعلى ما يحبون، وما هي إلا لحظات حتى يظهر على الملأ ببعض المؤلفات التي تخالف السنة النبوية؟ وهل بلغ الغزالي ردك عليه؟ وهل تاب مما قال في كتبه؟ وما توجيهك لعوام البشر الذين يؤيدونه فيما قال، لا على أن ما قاله صحيح، لكن لأنه حاز على بعض الجوائز العالمية، فهل يعني عصمته؟ أرجو التوجيه حيال ذلك، على أنه لا يلزم من هذا التأييد على الخطأ؟
صلى الله عليه وسلم أما ما كتبه الغزالي، فقد كتب كلاماً كثيراً فيه مخالفات صريحة للكتاب والسنة وأخطاء، وقد تحدثت عنها في مجموعة من المحاضرات والدروس، ثم في كتاب طبع بعنوان: "حوار هادئ مع الغزالي" وبإمكان الأخ السائل الرجوع إلى الكتاب، وأما فيما يتعلق ببلوغه فقد بلغته الأشرطة، وأرجو أن تكون هي وغيرها مما كتبه العلماء، سبباً في تراجع الشيخ الغزالي عن آرائه التي قال بها.
أما سبب كون بعض العلماء أو بعض الدعاة يكسب ثقة الناس، ثم يخرج عليهم بآراء غريبة، فهذه لها أسباب عديدة منها: أن الناس -أحياناً- لا يقرءون، فيعطون العالم أو الداعية الثقة بسرعة، وهذا بسبب عدم القراءة، وهذا عيب موجود فينا، وهو عيب كبير جداً فكثيراً ما نثق بإنسان ثقة إجمالية؛ لأننا نسمعه في الإذاعة أو في التلفاز أو في الكتب، أو نسمع أنه داعية ذهب أو راح، أو اتخذ موقفاً طيباً فنعطيه ثقة مجملة، لكن لا نقرأ! وإذا قرأنا نقرأ بإعجاب، والقراءة بإعجاب تجعل الإنسان لا ينتبه للأخطاء، أنا لا أقول اقرأ قراءة الذي يبحث عن الخطأ، لكن اقرأ وأنت مفتح الذهن، بحيث تقول: للخطأ خطأ وللصواب صواب، ولذلك كثير من الأشياء التي قال بها الغزالي في كتابه الأخير: السنة النبوية، هي موجودة في بعض كتبه القديمة، لكن الناس لم يقرءوها، ولذلك فوجئوا بها؛ لأن هذا الكتاب انتشر ونشر في جريدة الشرق الأوسط، وقد يكون هناك أسباب أخرى، أما بالنسبة للناس، فالناس ما أمروا باتباع فلان ولا فلان، فإن الله عز وجل يسألنا يوم القيامة: ماذا أجبتم المرسلين؟ فليس يعفيك أمام الله جل وعلا أن تقول: قلدت فلاناً وتابعت فلاناً، وأنت تعرف أن فلاناً مخطئ فيما ذهب إليه، وأن العلماء ردوا عليه وبينوا خطأه.