إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إن الدعوة إلى الله عز وجل هي مهمة الأنبياء والمرسلين ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين، قال الله تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [يوسف:108] فالدعوة إلى الله جل وعلا، هي أعظم ميزة أو صفة يمكن أن يتميز بها الإنسان، وعلى مدى العصور السابقة كلها، كان الله عز وجل يقيض لهذه الدعوة من يحملها، من العلماء العادلين، كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: {يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله، ينفون عنه تحريف الغالين، وتأويل الجاهلين، وانتحال المبطلين} وقد جاء هذا الحديث من طرق عديدة، وحسنه بعض أهل العلم.