الثالث عشر: هناك صفات متنوعة في بعض الأعمال في الصلاة، مثل الاستفتاح، فينبغي أن ينوع العبد، فيستفتح مرة بدعاء ومرة بدعاء آخر، حتى لا يكون ذلك على سبيل العادة، فيفعله دون أن يتأمله أو يتدبره أو ينتبه إليه، ومثله أيضاً أدعية الركوع والسجود، ومثله أنواع التشهدات الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم، كتشهد ابن مسعود: {التحيات لله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله} أو تشهد ابن عباس: {التحيات المباركات الصلوات الطيبات لله} أو تشهد عائشة أو تشهد عمر أو تشهد أبي موسى أو غيره.
ومثله أيضاً الجهر بالبسملة والإسرار بها، فقد جاء في بعض الأحاديث وهي صحيحة -وهو مذهب كثير من أهل العلم- أنه يجهر بالبسملة أي الإمام في الصلاة الجهرية من سورة الفاتحة، وقال آخرون: بل يسر بها، والأفضل كما رجح الإمام ابن القيم وغيره أن الغالب أنه يسر بها، ولكنه يجهر بها أحياناً كما كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم.
ومثله أيضاً التسليم، فقد سلم النبي صلى الله عليه وسلم مرة فقال: {السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته} ومرة أخرى قال: {السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، السلام عليكم ورحمة الله} والغالب أنه كان يقول: {السلام عليكم ورحمة الله، السلام عليكم ورحمة الله} وربما قال: {السلام عليكم، السلام عليكم} وكل ذلك جائز، ويتم به الانصراف من الصلاة، وأكثر ما كان يفعله النبي صلى الله عليه وسلم: {السلام عليكم ورحمة الله، السلام عليكم ورحمة الله} ومما ينبغي أن يعلم أن الواجب هو التسليمة الأولى فقط، أما التسليمة الثانية فهي سنة، ونقل ابن المنذر إجماع العلماء على عدم وجوبها.