من الإيجابيات التي أستطيع أن أذكرها بإيجاز: أولاً: أن كل ما يجري ويحدث الآن هناك بدأ بعد انتصار المجاهدين الأفغان.
ثانياً: إن الجمهورية -جمهورية البوسنة والهرسك- حصلت على قيادة مسلمة واعية ولله الحمد، وهذه إيجابية كبيرة، ولم نكن نظن أن المسلمين هناك سوف يحصلون عليها، فإن الذي يقود المسلمين الآن هو الرئيس علي عزت، ونائبه عمر بهمن، والدكتور سليمان أوقلتن زعيم مسلمي السنجق، وغيرهم من القادة -قادة الحزب المسلمين- إنهم لخير ناس عرفناهم في تلك البلاد، وإنهم أناس جربتهم الحياة، فهم قد دخلوا السجون، واختبروا، وأوذوا في سبيل الله، كل ذلك من أجل وبسبب الإسلام، فالرئيس علي نفسه قضى في السجون تسع سنين، وعمر بهمن قضى في السجون سبع عشرة سنة، إنها ليست مدرسة بل هي مدارس، إنها لحياة طويلة في مدرسة خاصة، وليت بعض الناس يمرون بها حتى يعرفوا قدرها ومكانتها! إنها مدرسة خاصة، ومفيدة، وقد دخلها من هم خير منهم، دخلها الأنبياء، دخلها يوسف عليه السلام وغيره، نسأل الله سبحانه وتعالى أن ينصر إخواننا.
ثالثاً: أيضاً من الإيجابيات التي أريد أن أذكرها، قد بدأت الأحداث، أن العالم النصراني بدأ يتفكك والحمد لله، نحن من تلك البلاد خير من يعرف هذا، فإن النصارى الآن بدءوا يتفككون، وبدأ هناك صراع خفي، -وإن شاء الله- وسوف يكون ظاهراً لكم أيضاً.
إن العالم النصراني انقسم إلى ثلاثة أقسام: 1-النصارى الكاثوليك: 2-النصارى الأرثوذكس.
3-النصارى البروتستانت- هذه الطوائف الثلاثة- الآن كل واحدة منها تكيد للأخرى، وتفكر في كيف السبيل وخداعها.
أيها الإخوة: نحن نعرف جيداً أن العالم النصراني مهما تظاهر بالوحدة والتماسك وغير ذلك، فإنه عالم هش سرعان ما يسقط، وسرعان ما تظهر السلبيات الموجودة فيه ولله الحمد، فالقادة الأرثوذكس اجتمع قسسهم الدينيون، فوجدوا بعد مؤتمر طويل، ومباحثات عميقة أن ألد أعدائهم هم الكاثوليك" الحمد لله رب العالمين" وهم يبطشون بنا، ويقولون: إن ألدّ أعدائنا هم الكاثوليك، فانظروا الروس هم أرثوذكس، والصرب أيضاً كذلك، وهم يعذبون المسلمين ويذيقونهم عذاباً أليماً، الروس في أفغانستان، والصرب في البوسنة، والسنجق في كوسوفو، وهذه جراحات المسلمين مع الأرثوذكس، ولكنهم يقولون: إن أعداءنا الأولين هم من الكاثوليك.
فمعنى هذا أن المسلمين -إن شاء الله- إذا كانوا عقلاء وفطنوا، يستطيعون أن يعمقوا هذه الخلافات بينهم، ويستطيعون أن يستثمروها لصالح الإسلام والمسلمين بإذن الله تعالى، العالم النصراني.
والله إني أبشركم أنهم في سبيل التفكك والزوال، والمسلمون في سبيل الوحدة تحت راية الإسلام، وتحت راية الجهاد -إن شاء الله-.
أيها الإخوة: لا أريد أن أطيل عليكم، أختصر حديثي إليكم بما سمعتم، وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته وقبل الختام يوجد أشرطة ننصح بسماعها وهى: "محنة المسلمين في البوسنة والهرسك" للشيخ عبد الوهاب الطريري شفاه الله وعافاه، والثاني: "من يحمل هم الإسلام" و"من للمسلمين" و"ثمرات الأوراق" لفضيلة الشيخ سلمان العودة، وشريط "القابضون على الجمر"، و"من يوقف أنهار الدماء" للشيخ سعد البريك، وشريط "يا عالم استفق" للشيخ طلال الدوسري وغيرها من الأشرطة.