وأخيراً فإن من آثار التعلق بالله عز وجل الاعتدال وعدم التنطع في الدين، فإن بعض الناس حين يقبل إلى الله تعالى يغلو في ذلك، ويصاب بأنواع من الوساوس سواء في الطهارة، أم في الصلاة، أم في المعاملة، أم في غير ذلك، وأيضاً الشكاوى كثيرة في هذا الجانب من النساء ومن الرجال، وإن كنت أعتقد أنها في النساء أكثر، فتجد بعض النساء تتعب في الوضوء، ثم تتعب عند التكبير، ثم تتعب في الصلاة، وقد يدخل عليها وقت صلاة العصر -مثلاً- وهي ما صلت الظهر -مع حرصها- بسبب الوسوسة.
وعلى المرأة المسلمة أن تدرك أن الله تعالى يريد بنا اليسر ولا يريد بنا العسر: {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا} [البقرة:286] وإذا عجز الإنسان عن شيء فإنه يسقط عنه وينتقل إلى ما يستطيعه منه، فإذا عجز عن الصلاة قائماً صلى قاعداً، وإذا عجز عن الصلاة قاعداً صلى على جنبه، وإذا عجز عن الطهارة بالماء تطهر بالتيمم -مثلاً- وقل مثل ذلك في سائر الواجبات الأخرى؛ إذا عجز عن شيء انتقل إلى بدله: {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا} [البقرة:286] وعلينا ألا نبغض إلى أنفسنا عبادة الله عز وجل بالتنطع في بعض هذه الأمور، والاستجابة لوساوس الشيطان.