السؤال يقول: ألا يمكن أن تتحول هذه الجهود إلى إذاعة إسلامية حتى يسمع المسلمون أخبارهم وأخبار إخوانهم والعالم من حولهم بدون تزييف أو مجادلة أو مجاملة؟
صلى الله عليه وسلم في الواقع أتمنى أن المسلمين يملكون صحفاً، الآن هل يوجد جريدة؟ دعك من الإذاعة، فكِّر في جريدة، هل يوجد جريدة على مستوى العالم مستقلة تعرض أخبار المسلمين وأحوالهم بموضوعية، دون أن تمارس عليها أي جهة أي نوع من الضغط؟! أقول بكل تأكيد لا يوجد.
صحيح أنه يوجد مجلات إسلامية، ويوجد جرائد ذات طابع إسلامي هذا لا إشكال فيه.
لكن جريدة إسلامية تكتب بدون أن يوجد عليها ضغط من أحد، هذا لا يوجد، فأتمنى أن ينبري بعض الدعاة في إعداد هذه الجريدة ولو في أي بلد من العالم.
ليس المقصود أن تكون هذه الجريدة ضد فلان أو ضد فلان، المقصود أن تكون هذه الجريدة تكتب بوضوح ويطمئن الناس إليها أنها لا تكتب إلا الحق، ما يوافق الكتاب والسنة، ولا تجامل أحداً، وتنصر المظلوم في كل مكان، وأنها تنشر العلم الشرعي الصحيح، وتنقل الأخبار الأمينة الدقيقة، ولو وجد هذا فسوف تصبح ظاهرة عالمية ليست بالبسيطة؛ لأنه الآن ملاحظ أن الصحف إذا تخلَّى الأخيار عن شراء صحيفة ما فإنها تسقط.
ولذلك شكرنا الأخيار قبل أشهر لما سقطت جريدة الصباحية، لأنهم كانوا سبباً في ذلك لمقاطعتها، ودعوناهم إلى مقاطعة أختها خضراء الدمن -الشرق الأوسط- لأنها من أسوأ الصحف، وأشدها على الإسلام والمسلمين والدعاة.
وأنا أكرر هذا الطلب الآن، وهذا الطلب قيل بحضرة الشيخ عبد العزيز بن باز حفظه الله، والمرجو من سماحته أنه سيكتب إن شاء الله دعوة للمسلمين في هذا الصدد، لتجنب مثل هذه الجريدة وغيرها، ما دامت على مثل هذا المنهج وبمثل هذه الطريقة.
فأنا أدعوكم -أيها الإخوة- إلى مقاطعة جريدة الشرق الأوسط، خاصة وأن هذه الجريدة من الناحية الفنية والإخبارية ليست لها قيمة تذكر.
فأي جريدة أخرى تقوم مقامها، وتغني عنها، بل وأفضل منها، في حين أنها هي تخلط بين الخصومات السياسية والدينية وبين المعلومات والأخبار.