فأقول: أولاً: لأن الغلو أو ما يسمونه بالتطرف أحياناً هو واقع لا شك فيه, ولا يمكن تجاهله، وليس يجوز أن يكون انزعاجنا هو من الحديث عن الأخطاء أو المشاكل بل يجب أن يكون انزعاجنا من وجود الأخطاء, أو من وجود المشاكل في المجتمع المسلم, ولهذا لست أرى حرجاً قط في نقد مظاهر الانحراف في المجتمع الإسلامي, بل وفي نقدها علانية وأمام المسلمين خاصتهم وعامتهم, وفي الحديث الذي رواه مسلم يقول النبي صلى الله عليه وسلم: {الدين النصيحة} والنصيحة تقتضي أن يصارح بعضنا بعضاً بأخطائنا وعيوبنا, سواء كانت أخطاء الخاصة أم أخطاء العامة, اللهم إلا أن تكون تلك الأخطاء أخطاء شخصية فحينئذٍ ينبغي أن تكون النصيحة فيها بينك ويبن الشخص الذي صدر منه الخطأ.