أسماء الفراعنة

الفراعنة مثل: فرعون وهامان وقارون، فإنه لا يجوز التسمي بها، ولا شك أنكم تعلمون أن في المسلمين من يتسمى بفرعون فهذا لا يجوز وهو محرم، وأما الوليد فقد وردت أحاديث كثيرة، ذكر بعضها في مسند الإمام أحمد، وبعضها عند الطبراني وغيره، أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: {اتخذتم الوليد حناناً} أي: تسمون به، ونهى أن يسمى الوليد وقال: {سيظهر في أمتي رجلٌ يقال له: الوليد هو أشر على أمتي من فرعون على قومه} أو ما أشبه ذلك، والأحاديث في هذا الباب كلها معلولة لا يصح منها شيء، وقد تكلم عنها الحافظ ابن حجر في فتح الباري، وفي كتابه القول المسدد في الذب عن المسند وحاول تقويتها لكنها ضعيفة.

ولذلك الإمام البخاري رحمه الله، لقوة فقهه وسعة علمه، عقد في صحيحه باباً فقال: باب تسمية الوليد، وذكر فيه حديث أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو في صلاته بعد ما يرفع رأسه من الركوع، ويقول: {اللهم انج الوليد بن الوليد، وسلمة بن الربيعة، وعياش بن هشام، والمستضعفين من المؤمنين، اللهم اشدد وطأتك على مضر، اللهم اجعلها عليهم سنين كسني يوسف} فأخذ البخاري من كون اسمه الوليد بن الوليد، ومع ذلك لم يغيره النبي صلى الله عليه وسلم اسمه، بل دعا له بقوله اللهم انج الوليد بن الوليد، وقد هاجر الوليد هذا إلى المدينة، ولم يغير عليه الصلاة السلام اسمه، ولما قتل كان اسمه الوليد، ولذلك كانت أم سلمة تبكيه، وتقول: يا عين فابكي للوليد بن الوليد بن المغيرة كان الوليد بن الوليد أبا الوليد فتى العشيرة فأيضاً كان يكنى بـ أبي الوليد، واسمه الوليد وأبوه الوليد، فلو ولد له ولد لكان ولده الوليد بن الوليد بن الوليد، فدل على أن الصحيح أنه لا بأس بتسمية (الوليد) أو (وليد) بدون أل أيضاً.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015