قضية الاختلاط

هاهنا قضية، حدثني عنها كثير من الإخوة خلال هذه الأسبوع والذي قبله، وهي قضية محلية، لكن لا بأس أن نشير إليها، وهي قضية تواجد أعداد كبيرة من النساء والأسر والعوائل على الخط الدائري الشرقي تحت الأضواء والأنوار، وبصورة متزاحمة، بعضهم قريبٌ من بعض، ويوجد كثير من الشباب والفتيات، وقد يحصل ألوان من الاختلاط والمخالفات التي تحتاج إلى تنبيه وإلى تحرك.

هذا الأمر أتاني من عدد من الإخوة الذين رأوه عياناً وشاهدوه، بل ذهبتُ بنفسي، وشاهدتُ جزءاً من ذلك كما ذكروا ووصفوا، يتطلب منا تحركاً سريعاً على كافة المستويات: أولاً: أدعو الإخوة الشباب إلى أن يذهبوا إلى ذلك المكان مجموعات، اثنين وثلاثة، ويمروا على الناس، فيسلموا عليهم، ويوزعوا عليهم الكتب والأشرطة، أحياناً لا يحتاج الأمر إلى كلام، ذلك الإنسان الذي قد حرك الجهاز على أغنية لا يحتاج إلى أن تقول له: وقف الأغنية، بمجرد أن تسلم عليه وتعطيه شريطاً أو كتاباً سوف يعرف الرسالة ويدرك ويستحي ويقدر، وثق ثقة تامة أنه سوف يستبدل شريط الغناء بالشريط الذي أعطيته ووضعته في يده، وقد لا يحتاج الأمر إلى أكثر من ذلك، ثم إن وجود هذا العنصر من الشباب المتدين سوف يكون ضمانة وحماية من أن يتطور الأمر إلى صورة أشد مما هو عليه في واقع الحال الآن ثم القيام بإنكار المنكرات التي يظهر للإنسان أنها، لا تزال مع محاولة استخدام الأساليب الهادئة والبعيدة عن الإثارة، فإذا تكرر المنكر، فيمكن أن يسعى الإنسان في إزالته بقدر المستطاع.

ثانياً: على الإخوة القائمين في الهيئات، أن يكون لهم وجود ولو رمزياً في هذه المواقع، حتى يُطمأن، إلى أنه لا توجد منكرات علانية، ولا يلزم أن يباشروا مع الشباب بصورة دائمة.

ثالثاً: على أولياء الأمور الذين يذهبون إلى هناك أن يختاروا لأهلهم المكان المناسب، ليس ضرورياً أن يذهب الإنسان إلى مكان مزدحم فيه الشباب المراهقون، وفيه الأصوات، وفيه العلاقات، وقد يذهب الأب وينشغل، أو يكون بعيداً، وتبقى البنات، ويحدث من جراء ذلك اختلاط وعلاقات وتبادل أوراق ورسائل وغير ذلك، وربما يكون همسٌ وكلامٌ وحديث وأمور يجر إليها الشيطان، ومع ثقتنا بالشباب، فإننا لا نثق بالشيطان الذي يؤزهم ويحرضهم.

رابعاً: على الدعاة والخطباء معالجة هذا الأمر وغيره، مثلما يجري في الحديقة المجاورة للمركز الحضاري، حيث يوجد لون من الاختلاط، يحتاج إلى عناية وإلى أن يذهب الشباب، حتى لو ذهب الشاب بزوجته محجبة ومصونة، ومعها بعض الأشرطة وبعض الكتيبات، فوزعت ودعت وأمرت ونهت؛ لأننا جربنا أن الشكوى لا تفيد ولا تجدي في كثير من الأحيان، وربما تبوء بالفشل، وربما يكون هناك اعتبارات كثيرة.

إذاً ينبغي أن ننزل إلى الميدان كما ذكرنا، ونساهم في إنكار المنكر، وبصورة مباشرة، وبطريقة لبقة تجعلنا نكسب أمرين معاً، نكسب الناس بحسن ظنهم وحسن تصورهم، ونكسب إزالة المنكر، وأعتقد أن بعض هذه الأشياء تنفع حتى في إزالة المنكرات العامة والقضاء عليها.

سبحانك اللهم وبحمدك، نشهد أن لا إله إلا أنت، نستغفرك ونتوب إليك، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015