لابد من التحرر من سيطرة الحرب النفسية التي يشنها أعداء الإسلام، ليصوروا لك أن الطرق كلها مسدودة، وأن الأبواب كلها مغلقة، وأنه لم يعد أمام المسلمين إلا الاستسلام، كلا! والله تعالى يقول: {وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَفْقَهُونَ} [المنافقون:7] .
المقاييس المادية وحدها لا تكفي، يقول أحد الإخوة في سؤال بعث به إليَّ: كيف يمكن أن يقاتل المسلمون وهم قلة وعدوهم كثير؟ يا أخي: لو أردنا أن نجعل المقاييس المادية دائماً هي الفيصل لنا، لم نصنع شيئاً قط، حتى الدعوة، لو نظرنا في مجال الدعوة، لوجدنا إن إمكانيات المسلمين قليلة، وفي مجال الاقتصاد، وفي المجالات العسكرية أيضاً.
إنه يجب أن نعلم أن المسلمين يقاتلون بقوة الله سبحانه وتعالى، الذي يمدهم بالنصر، وينزل عليهم الملائكة، ويمنحهم الصبر متى صدقوا وأخلصوا وجاهدوا في سبيله، ثم إن عليهم مع ذلك أن يبذلوا وسعهم، ويتخذوا كافة الأسباب، ويعدوا العدة، كما أمر الله تعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ} [الأنفال:60] قد يقول البعض: أقل عدة نستطيعها تكفي،
صلى الله عليه وسلم لا.
يجب أن نعد العدة التي تصدق قول ربنا تبارك وتعالى: {تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ} [الأنفال:60] لا بد أن يعد المسلمون العدة التي ترهب عدوهم وتخيفهم، حتى من وراء البحار والأمصار والأقطار.
نعم الرسول يقول: {نصرت بالرعب مسيرة شهر} العدو الآن يرهب المسلمين ويخافهم ويقلق منهم، وينصبهم عدواً مختاراً مستقبلياً، والمسلمون أهلٌ لهذه المواقف، وأهلٌ لهذه العداوة، لكن عليهم أن يجمعوا أمرهم، وأن يوحدوا صفهم، ويتحرروا من سيطرة الحرب النفسية، ويدركوا أنهم يستطيعون أن يعملوا حتى من حيث العدد.
يا أخي! الآن الإحصائية تقول: المسلمون مليار إنسان، لو فرضنا أنه صح وصفا لنا من هذا الرقم (10%) أو حتى (1%) يكفينا من المسلمين الصادقين.