الجهاد في سبيل الله

إن الجهاد في سبيل الله هو الحتم المقدور على هذه الأمة وإلا فهو الهلاك، فإذا تخلت الأمة عن الجهاد، وقعدت عنه، ضربها الله تعالى بالذل، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: {إذا تركتم الجهاد، ورضيتم بالزرع، سلط الله عليكم ذلاً، لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم} أي حتى تعلنوا الجهاد في سبيل الله تعالى، وتتمسكوا بشريعة نبيكم محمد صلى الله عليه وآله وسلم.

حمل رجلٌ من المجاهدين بالقسطنطينية على صف العدو، حتى خرق العدو بقوة، وكان معهم أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه، فقال أناسٌ من الناس: ما لهذا الرجل ألقى بيده إلى التهلكة، فسمعهم أبو أيوب، فقال لهم: [[كلا والله، نحن أعلم بهذه الآية، قوله تعالى: {وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} [البقرة:195] لقد نزلت فينا معشر الأنصار، صحبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشهدنا معه المشاهد ونصرناه، فلما فشا الإسلام وظهر، اجتمعنا معشر الأنصار، فقال بعضنا لبعضٍ: إن الله تعالى أكرمنا بصحبة نبيه ونصرة دينه، فلما فشا الإسلام وكثر أهله، وكنا قد آثرناه على أموالنا وأهلينا وزروعنا وأولادنا، لو رجعنا -بعد ما وضعت الحرب أوزارها- إلى أهلينا وأموالنا، فأصلحنا ذلك، وأقمنا فيه، وتركنا الجهاد، فأنزل الله جل وعلا قوله: {وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [البقرة:195]] ] .

إذاً الإلقاء باليد إلى التهلكة هو ترك الجهاد، سواء كان جهاداً بالمال أم بالنفس أم باللسان أم بكل وسيلة ممكنة، فالتهلكة هي في الإقامة بالأهل والأولاد والمال، وترك الجهاد، والحديث رواه الترمذي، وأبو داود، وقال الترمذي: حسن صحيح، وصححه الحاكم، والذهبي، وغيرهما.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015