ربما يقول البعض: -وهو مما أقوله أيضاً- إن معظم المعارك التي نسمعها اليوم في العالم كله هي ذات طابعٍ ديني قومي.
نحن نعلم أنه ليس لدى المتقاتلين -سواء كانوا من المسلمين أم من غيرهم- ليس لديهم الوعي الحقيقي بدينهم، لكنهم يدافعون من منطق الحمية، أو العصبية، أو القومية.
وبإمكانك أن تسمع أية نشرة للأنباء في أية إذاعة عالمية، ثم احسب كم عدد الأخبار المتعلقة بالمسلمين، أو المتعلقة بحروب إسلامية، أو المتعلقة بمشكلات في بلاد الإسلام.
إن ذلك كله لا يعدو أن يكون تحضيراً وتمهيداً للمعركة الكبرى الفاصلة التي يسميها اليهود والنصارى معركة هرمجدون.
اليهود والنصارى تعمل هذه المعركة في عقولهم، وفي سياستهم، وفي قراراتهم، وتؤثر فيهم سواء بصفة مباشرة شعورية أم لا شعورية، إنها المعركة بين قوى الخير وقوى الشر، هكذا يعبر اليهود والنصارى، وأين؟ في فلسطين وبين من ومن؟ بين المسلمين من جهة، وبين اليهود والنصارى من جهةٍ أخرى.
قوى الخير في نظرهم اليهود والنصارى، وقوى الشر المسلمون، والغلبة عندهم لقوى الخير، أي: لهم.
ونحن نقول: نعم الغلبة لقوى الخير، ولكن قوى الخير هي القوى الإسلامية التي تملك الرصيد الرباني، تملك كتاب الله تعالى المنزل المحكم، وتملك الحق الذي جاء به النبي الخاتم عليه الصلاة والسلام.
إذاً هذا المعنى: المعركة الفاصلة -معركة هرمجدون- هذا المعنى مشترك بين الأمم الثلاث كلها، والنصر فيها هو للمسلمين دون شك، على أعدائهم من اليهود والنصارى، حتى عملية السلام التي يتحدثون عنها اليوم هي جزء من تلك الحرب.