سؤال ثالث: ما الذي جعل العالم كله بحكوماته وأجهزته الأممية، كالأمم المتحدة، ومجلس الأمن، ووسائل إعلامه، يشن حرباً على من يسميهم بالمتطرفين الإسلاميين، ويصورهم وراء كل حدث، وكل جريمة، وكل تفجير، وكل اغتيال، وكل انفجار، وينسج خيوط الأوهام حول هؤلاء، حتى إنك ترى شيخاً ضريراً كبيراً مريضاً، كالشيخ عمر عبد الرحمن، يقدمه الإعلام العالمي على أنه كالأخطبوط، أصابعه تمتد وراء كل حدث، وكل تفجير، وكل جماعة تجاهد أو تقاتل، وكل فئة، وكل تحرك إسلامي.
العالم بالأمس كان يسخر منا معشر المسلمين، ويقول: أنتم مصابون بعقدة المؤامرة، فتتصورون أن وراء كل حدث مؤامرة، وأن وراء كل شيء مؤامرة، وأن مؤامرات العدو تلاحقكم في كل مكان، وكانوا يقولون لنا: هذه أوهام تعشعش في عقولكم وقلوبكم، ولا رصيد لها من الواقع، فما بالهم اليوم أصيبوا بعقدة المؤامرة، حتى أصبحوا يرون مؤامرة متطرفة أصولية إسلامية وراء كل حدث؟! فإذا لم يجدوا حدثاً اختلقوه، فقد وجدوا مجموعة من الشباب يتدربون على كيفية القتال من أجل أن يذهبوا إلى البوسنة والهرسك في نيويورك، وكانوا يصورون أعمالهم على أشرطة الفيديو، لأنهم يقومون بعمل غير مخالف للقانون، وإذا بهم تحفهم أجهزة الأمن وتعتقلهم، وتقدمهم في وسائل الإعلام كبش فداء، وتصورهم للشعوب الغربية والشرقية على أنهم حلقة أخرى من سلسلة المتطرفين الذين يوشكون أن يفجروا العالم بأكمله كما يزعمون.