أخبار عن المرأة في الصحافة

هاهنا مجموعة من الأوراق في الواقع مُؤسفة ومؤذية وصلتني حول أوضاع المرأة في بلادنا، أحدها: ورقة نشرت في جريدة عكاظ في 20/53 عنوانها أدب المرأة أو أنوثة الذاكرة.

وهذه المقالة تتكلم عن ازدراء المرأة، وأن النظرة التي يرى البعض من خلالها أدب المرأة نظرة تنقص وازدراء، ويقول: إن المتابع والقارئ لنتاج المرأة سوف يلحظ أن أدب العاطفة هو الأدب المهيمن على جُل ما تكتبه، وفي سياق ما تكتسبه المرأة في بلادنا، كان اسماً يمكن اعتباره اسماً أدبياً رفيعاً على مستوى الإبداع، وربما كان على أصابع اليد أو أقل؛ إنه كلام العطف والأكثر عطفاً على أدب العاطفة، إنه الانحياز لقلم الزوج، لا الانحياز لقلم الذي يكتب، إنه الإنحياز للسطح، لا الانحياز للعمق، لا أقوال المغلفة، لا الكلام والدلالة والرمز، إنه انحياز لا يرتقي إلى الإبداع، ولكنه يحاول الانهيار بما ينتمي إلى هذا الإبداع، وما يشبه حجاب المعرفة الحقيقية والنقد الصادق على أدب هو نفسه حجاب على العقل وعلى الوجدان، إنها أنوثة الذاكرة، هذا هو أدب المرأة في بلادنا.

إذاً هناك محاولة لإخراج المرأة.

على نطاقٍ آخر، مجلة الوسط التي اُفتتح لها مركز في جدة نشرت في العدد 35 مقالاً عنوانه: المرأة السعودية تدخل عالم الرياضة "البولينج" وقالت: في خطوة هي الأولى من نوعها بالنسبة إلى المرأة والطفل السعوديين، جرى أخيراً افتتاح قسم خاص لرياضة البولينج، في مركز بولينج جدة، حيث بدأ المركز بإقامة دورات نسائية خاصة تشترك فيها السيدات، وهو ينوي إقامة دورات خاصة للأطفال، ورصدت جوائز قيمة، وقد تولت الشركات الأجنبية العاملة في مدينة جدة إقامة دوري خاص بزوجات العاملين في هذه الشركة وأطفالهم كخطوة أولى، وتؤكد الشركة على إدارة المركز خلال الفترة التي خصصت للنشاطات النسائية، إلى آخر ما في هذا المقال.

ولا شك أن هذه خطوة يعني إعلانها أمراً خطيراً، وإلا فقد رأيت بعيني مجموعة من النوادي موجودة في جدة وفي الرياض وفي غيرها مخصصة للنساء.

وعلى صعيدٍ آخر نشرت جريدة عرب نيوز وهي جريدة سعودية، هذا الإعلان في عددها (306) يوم الاثنين الماضي الموافق 2/4: مطلوب ناطقة باللغة العربية، مُساعدة مشرف مدير، مطلوبة لمرقص فخم (قاعة باليه) مخصصة للرقص، بالإنجليزي بالي روم، أي قاعة باليه مخصصة للرقص، والباليه نوع من الرقص معروف، وفيه نوع من اللباس الضيق الذي يلتصق بالجسم، ويصف الأعضاء بدقة، وهذا المرقص موجود في جدة، والمتقدمة يجب أن تكون ذات شخصية مرحة وذكية، ولديها القدرة على إدارة الموظفين، ومتمكنة في حقل العلاقات العامة، وفرصة التدريب متاحة للشخص المناسب، وهناك شروط وظيفية الرجاء الاتصال بالهاتف، وجميع المكالمات ستعامل بكامل الثقة.

فمن المؤسف جداً أن تُعلن مثل هذه الأشياء.

أيها الإخوة: إنها ليست أسراراً نبوح بها، إنما هي أمورٌ علنية تنشر في الصحف ويبث لها دعاية، وهذا أيضاً في جريدة الرياض في عدد الجمعة الماضي: وظائف شاغرة للسعوديات فقط، شركة وطنية تعلن عن حاجتها للوظائف التالية: أولاً مدرسة علوم.

ثانياً: سكرتيرة، يشترط توفر دبلوم سكرتارية، خبرة ثلاث سنوات، لغة إنجليزية كتابة وتحدث، خبرة في مجال الحاسب الآلي.

ثالثاً: مُساعدة مديرة مؤهل ثانوي، سبق أن عملت في مدارس ثانوية أو مراكز تدريب، الراتب مغري وهناك امتيازات أخرى، فمن تجد في نفسها الكفاءة فعليها تقديم الطلبات التالية، هذه شركة المناهل في شارع العليا ?الرياض.

أخيراً هذه مجلة عالم الرياضة، في مقال مؤذٍ عنوانه أنثى لو سمحتم.

نشرته بنت البلد، وإن كانت بنت البلد، فهي بنت البلد في لغتها ولسانها، ولكنها ممسوخة الظاهر والباطن بالتأكيد، لأن هذا المقال مقال رديء جداً، ولو قرأته لكم لخرجتم بصورة غير التي دخلتم بها، ولكني أترك كثيراً مما قالت، كل المقال دعوة للفتاة إلى المشاركة في الرياضة، وسخرية بالذين يرون أن المرأة ينبغي ألا تشارك في المجالات الرياضية، وتقول: فرحت عندما شاهدت أنثى تكتب عن الرياضة، قلت: إنها قوية وقادمة من المطبخ بقوة، إلا أنها انتكست وأصابها الصمت، فمنار الرياض النصراوية الزرقاء غابت من وراء غياب أنثى النصر، تعلق وتقول: أكاد أجزم أنها "انتحرت" بفعل قلم رجالي، أصابها في الدماغ.

أنا يؤذيني أخلاقياً أن أشرح لكم كلامها، لكني سأعيده وأعطيك فرصة تفكر فيه، ماذا تقصد بلفظ "انتحرت" بفعل قلم رجالي أصابها في الدماغ؟ ماذا يعني الانتحار؟ المنتحر دائماً تنزف منه الدماء.

علقت على مجموعة من القضايا تقول: عقدة البنت داهمت أكثر من صحفي حال نزول مقاله الثاني، سألوا رئيس التحرير هل بالفعل أنا بنت البلد؟ وأنكروا أن أكون أنثى، وانقسموا نصفين، بعضهم يقول: أنثى وبعضهم يقول ذكر.

وعلقت أيضاً تقول: عنادٌُ أنثوي.

يقولون: إن الأديبات نوع غريب من العشب ترفضه البادية وأن التي تكتب الشِّعر ليست سوى غانية وأضحك عن كل ما قيل عني.

وأرفض أفكار عصر التنك.

ومنطق عصر التنك وأبقى أغنى على قمةٍ عالية وأعرف أن الرعود ستمضي وأن الزوابع تمضي وأن الخفافيش تمضي وأعرف أنهمُ زائلون وأني أنا الباقية! لكي لا تعتقدوا أني أنا الفانية.

هذا مقطع من شعر أنثى اسمها: سعاد الصباح.

سبحانك اللهم وبحمدك، نشهد أن لا إله إلا أنت، نستغفرك ونتوب إليك.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015