أولها: ساعاتك في المنزل قليلة، وبقاؤك محدود، فأنت حيناً في مخيم للشباب، وحيناً آخر في مخيم للأقارب، خاصة في تلك الإجازات التي ننتظرها بفارغ الصبر، ثم أنت في العشر الأواخر من رمضان في رحلة عمرة تستغرق العشر الأواخر كلها، فإذا جاء موسم الحج فأنت ذاهب للحج مع زملائك وأصدقائك، فإذا جاءت إجازة الربيع فأنت في سفرٍ يطول أو يقصر، وربما كان هذا سفراً إلى الخارج أحياناً مشاركة في دعوة، أو مشاركة في إغاثة إسلامية، أو مشاركة أحياناً في رحلة عادية مع مجموعة من الزملاء والأصدقاء، أنا لا أعرف بالضبط ماذا تعملون فيها، لكن الذي أتأكد منه أن زوجتك وأطفالك وأهلك يفقدونك وهم أحوج ما يكونون إليك.
إنني لا أعترض على أي مشروع خيري، أو دعوة إلى الله، أو مشاركة في إصلاح، أو نفع للناس قريبهم أو بعيدهم، فكل ذلك مما يجب أن أساعدك عليه، وأكون عضداً لك فيه، ولكنني أرجو منك شيئاً واحداً فقط هو أن تضيف إلى برنامجك خانة جديدة اسمها: نصيب الزوجة، وخانة أخرى: اسمها نصيب الأولاد والأطفال، وأن تجعل لهم من إجازتك إجازة، ومن فرصتك فرصة، فتسافر بهم ولو أياماً معدودات، وتذهب بهم ولو في رحلة إلى البر يغيرون فيها روتين الحياة الممل.