النوع الثاني من السلبيات: سلبيات في محلات التسجيلات، فمنها: أولاً: تغيير الأسماء أحياناً؛ فإنك قد تجد المحاضر أو الشريط الواحد يحمل أكثر من اسم, أسماء متعددة؛ وذلك لأن الإخوة يضعون عناوين الأشرطة باجتهادهم هم, والمراجع قد يأتي يأخذ الشريط هذا ويظنه جديداً، فإذا استمعه يجد أنه قد اشتراه من قبل, لكن الاسم تغير, وهذه قضية أمانة ينبغي أن يراعى فيها الدقة؛ بحيث يوضع العنوان الذي اختاره المتحدث له.
ثانياً: عدم التركيز على الدروس العلمية؛ فإن العناية بالدروس العلمية وتقديمها للناس ومحاولة نشرها بين الشباب والدعاية لها مهمة؛ لأن الدروس العلمية لا شك هي الباقية بخلاف كثير من الأشياء الوقتية التي قد تنتهي وتزول.
ثالثاً: عدم المبادرة في طلب الحديث أو المشاركة في مناسبات معينة, فكثير من التسجيلات ربما يكون دورهم هو التسجيل فقط والنشر, لكن لا مانع -بحكم أنهم يحتكون بالناس ويدركون أن هناك موضوعات ينبغي أن يكون الحديث عنها, وتحتاج إلى طَرْق أن يقدمها للمتحدثين من المشايخ والعلماء على أن هذه الأشياء يكثر السؤال عنها, وأن كثيراً من الناس يأتي للمحل يقول: هل عندك أشرطة حول موضوع كذا؟ أو ما أشبه ذلك, وكذلك إصدار موضوعات من قبل أنفسهم، فهو أمر حسن.
رابعاً: عدم التعارف بين أصحاب التسجيلات، وهذا من السلبيات التي تؤخذ, فينبغي أن يكون بينهم تعارف وتنسيق في أمور كثيرة، وتبادل الخبرات والمعلومات، وتعاون بما يخدم المصلحة العامة، فإن الذي أعلم من أصحاب هذه التسجيلات أن كلهم أو جلهم على الأقل ممن يحمل هم الدعوة إلى الله عز وجل؛ ولذلك فإنني أقول: إن الاهتمام بموضوع الشريط والعناية به وعقد الندوات أو حلقات للنقاش لمثل هذا الموضوع بين المختصين هو من أهم الأمور.
خامساً: عدم متابعة الجديد والإعلان عنه, فإنك قد تجد في بعض المحلات عدم معرفة بالجديد من الأشرطة.
سادساً: ارتفاع السعر أحياناً، كما يشكو من ذلك بعض الإخوة, وخاصة أن الناس اليوم يتساءلون ويراقبون ويراعون قضية السعر والمال, بسبب ظروفهم المادية بلا شك, فكل شيء يؤثر فيهم؛ ولذلك كلما أمكن أن يكون السعر منخفضاً كان هذا أكثر تأثيراً في انتشار المادة والانتفاع والإقبال عليها.
والاحتساب بالدعوة إلى الله عز وجل يجب أن يكونه وارداً، أنا لا أقول: إن أصحاب التسجيلات أصحاب أهداف مادية كما يقول بعض الصحفيين، حاشاهم من ذلك! وإن كنا لا نقول: كلهم على قلب رجل واحد أيضاً, لكن أعرف من أصحاب التسجيلات من يبيع بسعر مخفض، وهذه محمدة, وأعرف من يوزع نسخاً مجانية كثيرة، وهذه أيضاً تشكر لهم, وأعرف من يقومون بمشاريع تعاونية خيرية، وأعرف من يقومون بنسخ مواد مفيدة على بعض الأشرطة السيئة بالمجان، في هذا البلد وفي الرياض وفي أماكن أخرى.
على كل حال هذه الأشياء من السلبيات يتحملها الإخوة؛ لأن المقصود منها التوجيه ولفت النظر لبعض هذه الأمور.