أسباب الحديث عن الشريط الإسلامي

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمداً عبده ورسوله, اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد، الذي دعا إلى خير منهج وأقوم سبيل, وجاهد في الله تعالى حتى جاءه اليقين من ربه, اللهم اجزه عنا خير ما جزيت نبياً عن أمته.

أما بعد أيها الأحبة في هذه الليلة المباركة، وهي ليلة اليوم الأول من الشهر السادس لعام ألف وأربعمائة وإحدى عشرة للهجرة, نبقى مع الدرس الرابع والثلاثين، وهو درس استثنائي كما علمتم، وعنوان هذا الدرس: (الشريط الإسلامي ما له وما عليه) .

وسأتحدث عن هذا الموضوع الكبير المهم في عدة نقاط, أبدؤها بالكلام عن أسباب طرح هذا الموضوع، ثم أذكر ميزات الشريط، وأسباب انتشاره، ثم المعوقات, وننتقل بعد ذلك إلى السلبيات والمآخذ، وأنتهي إلى المقترحات، وأخيراً وقفة مع يوميات.

فأما فيما يتعلق بالنقطة الأولى وهي أسباب الحديث عن هذا الموضوع، فلعل الأسباب ظاهرة في ذهن كل امرئ منكم، فإن ثمة أسباباً كثيرة تدعو إلى طرح هذا الموضوع, منها: أولاً: الهجوم على الشريط الإسلامي, فإننا منذ زمن ليس بالبعيد بدأنا نسمع هجوماً ضارياً على الأشرطة الإسلامية وعلى ما يسمى بالكاسيت وتجارة الكاسيت, عبر أجهزة كثيرة، منها: الصحافة التي سخرت أقلام عدد من كتابها لطرق مثل هذه الموضوعات والحديث عنها بطريقة أو بأخرى.

ثانياً: انتشار الشريط والحاجة إلى ترشيده؛ فإن الأشرطة اليوم أصبحت هي أوسع وسائل الدعوة انتشاراً، أوسع من الكتاب، وأوسع من المجلة، وأوسع من غيرها, ولا يكاد يوجد إنسان إلا ولديه مجموعة أشرطة قلَّت أو كثرت، ولا بد أنه استمع شريطاً ما، ثم مهما كان مستواه من حيث السن أو العلم أو العمل والوظيفة أو نوعية الثقافة, أو ما أشبه ذلك.

ثالثاً: أهمية التعاون بين العلماء والدعاة وبين القائمين على محلات التسجيلات، وكذلك بين الرواد الذين يقتنون هذه الأشرطة ويسمعونها، التعاون في اختيار الموضوعات المهمة مثلاً, والتعاون في توفير المادة التي يحتاج إليها في طرق الموضوع, والتعاون في تصحيح ما قد يحدث من أخطاء أو ملاحظات مما لابد للبشر أن يقع فيه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015