سادساً: أحياناً يخيل إلي أن الشكوك تنتابك في جميع تصرفاتي، فأنت تشك في كلماتي، وترتاب في اتصالاتي، وتنظر نظرة تردد في علاقاتي، وتحاول أحياناً أن تثير تاريخي السابق، كأنك تبحث فيه عن شيء ما، تظن أنه كان لي عبث المراهقات، أو اتصال بعض الفتيات العابثات، حتى نظراتي وأنا معك في السيارة تداخلك فيها الريبة، فأنت تظن أني أحياناً أنظر إلى الآخرين نظرة لها معنى، ألست أنت برجل؟ ألم تملأ أنت حياتي؟ ألم تشغل أنت قلبي؟ ألم تعد أنت كل آمالي الدنيوية في هذه الدار؟ فلماذا تظن بي هذه الظنون؟! إنني أقولها لك بصراحة -والحديث للأخت- إنني فتاة صالحة -بحمد الله- وبنت حمولة طيبة كما يقال، حتى مراهقة البنات وحماقتهن قد عصمني الله تعالى منها، فلا تفسدني -بارك الله فيك- بكثرة الشكوك، وكما أوصى النبي صلى الله عليه وسلم معاوية بن أبي سفيان: {لا تتبع عورات الناس؛ فإنك إن تتبعت عوراتهم أفسدتهم أو كدت تفسدهم} .