القاعدة الرابعة: (تجنب أسلوب طرح الأسئلة) .
فأسلوب طرح الأسئلة هو في نظري أسلوب قاتل في الدعوة.
مثال: أنت داعية مجتهد -جزاك الله خيراً- ذهبت إلى بلد من البلاد الإسلامية، فوجدت أن الناس هناك جهلة وبحاجة إلى التعليم، فأقمت مدرسة، لكنك وجدت مبنى ليس كما تحب فهو أقل مما تريد، وليس فيه فصل بين أقسام الرجال والنساء، وأتيت تبحث عن مدير فوجدت مديراً (50%) مما تريد، فهو أقل بكثير مما تريد، ثم بحثت عن المدرسين فجاءك المدير ببعض المدرسين، ومن هنا ومن هنا أوجدتم مجموعة مدرسين: المنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع! فإذا أتيت للمناهج الدراسية لم تجد مناهج على ما تريد لا كتب ولا مطبوعات ولا أشياء، فأتيت من هنا ومن هنا بمناهج ليست هي التي تتمنى، ولكن قلت: الجود من الموجود.
فأتيت أنا -وكأني عنترة بن شداد كما يقال- زائراً إلى هذا البلد، ومنطلقي منطلق الوصاية على الدين، وعلى الدعوة، وعلى المؤسسات والمشاريع، وأتيت بورقة وقلم وبدأت أدون الملاحظات: لماذا المدير كذا؟ ولماذا المنهج كذا؟ ولماذا المبنى كذا؟ ولماذا هؤلاء المدرسون والطلاب شأنهم كذا؟ قلت أنت: يا أخي تعال استلم المدرسة بارك الله فيك! واعمل فيها ما شئت! واختر لها المدير الذي تريد والمدرسين والمناهج والطلاب والمبنى، وتحت يدك من المال كذا وكذا، فإنك تجد أن هذا الإنسان يقف مكتوف الأيدي ولا يستطيع أن يعمل شيئاً، لأن هذا هو المتاح وهذا هو الممكن.
وأنا أعتقد أن هذا من أسباب الخلاف أحياناً، فأنت عندما تنظر لهذا الواقع فإنك تنسب أخطاء هذا الواقع لي، أخطاء المدرسة ومديرها ومدرسيها وطلابها ومبانيها ومؤسساتها ومناهجها، والواقع أنني أنا أوافقك على نفس الملاحظات، لكن هذا الممكن؛ ولأن نعمل وفق المتاح ووفق الممكن أفضل من ألا نعمل.