وهذا سوف يعفينا من مشاكل كثيرة جداً؛ لأننا نجد -كما ذكرت- أحياناً المجهود الإسلامي يحطم بمجهود إسلامي مماثل، ونجد أحياناً أن العدو لا يحتاج إلى أن يبذل شيئاً، العدو يكفيه أن يقف متفرجاً؛ لأن المحاولة التي قمت بها أنت أحبطتها أنا، وبذلك لم يحتج العدو إلى أن يبذل مجهوداً لإيقافي عند حدي أو إيقافك عند حدك؛ لأن المعركة التي دارت بيني وبينك أعفت خصمنا المشترك من أن يقوم بأي جهد.
وليس شرطاً كما يتوقع البعض أن العدو دائماً خلف ما يقع بين المسلمين! فالآن -مع الأسف- إذا وقع شيء، قال بعض الشباب: هذه مؤامرة من العدو! وهذه خطة دولية مثل الذي يجري في أفغانستان مثلاً أو غيرها، وقد يكون هناك أصابع خفية دولية أحياناً، لكن في أحيان كثيرة بسبب غفلة المسلمين وسطحية تفكيرهم وضيق أفقهم وعدم قدرتهم على تقدير المواقف بشكل صحيح، وعدم قدرتهم على أخذ زمام المبادرة، وعدم قدرتهم على الحوار الموضوعي يجعلهم هذا أحياناً يتصرفون بالنيابة عن عدوهم وخصمهم من حيث لا يريدون ولا يشعرون، والعدو يؤيد هذا العمل ويشجعه.