حقيقة الدنيا

وأيضاً الدنيا قريبة عندنا؛ فحجبت عنا الآخرة؛ فالدنيا بالنسبة لنا -مثلما ذكرت- كالبرج الضخم عند الطفل، فالدنيا لأنها قريبة منا ونحن نعيش فيها؛ حجبت عنا الآخرة؛ فأصبحنا مشغولين مشغوفين بالدنيا ومصالحها وحقائقها، ومشغولين بها عن الدار الآخرة وما فيها، مع أنه لا مقارنة بين الدنيا والآخرة وكما قال عز وجل: {أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ} [التوبة:38] وفي صحيح مسلم يقول النبي صلى الله عليه وسلم: {يؤتى بأنعم رجلٍ من أهل الدنيا، وهو من أهل النار، فيصبغ في العذاب صبغة، ثم يقال له: يا ابن آدم هل رأيت خيراً قط؟ هل مر بك نعيمٌ قط؟ فيقول: لا والله يا رب! ويؤتى بأشد أهل الدنيا بؤساً من أهل الجنة، فيغمس بالنعيم غمسة، فيقال له: يابن آدم هل رأيت شراً قط؟ هل مر بك بؤسٌ قط -أو شدة قط-؟ فيقول: لا والله يا رب! ما رأيت شراً قط، وما مر بي بؤسٌ قط} .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015