الإنسان والأوهام

لا شك أن الإنسان تصيبه كثير من الأوهام، وهذا الوهم الذي تتحدث عنه الأخت هو وهم الخوف الزائد التي أحست به، والأوهام كثيرة؛ بل إنني تأملت حالي وحياتي وحال الناس؛ فوجدت أن غالب أمرنا يدور على أوهامٍ في أوهام، وأننا نقتات الأوهام بكرة وعشياً في كثير من الأمور، بل لا أبالغ إذا قلت أن تأثير الأوهام في حياتنا أكبر بكثير من تأثير الحقائق، ولذلك لا تطمعوا أن أستقصي هذه الأوهام وآتي عليها في مثل هذه المحاضرة؛ فإنها أكبر بكثير من ذلك؛ لكنني سوف أتحدث عن أهم هذه الأوهام.

كثيراً ما يشكو الناس من الأمراض؛ سواء أكانت هذه الأمراض أمراضاً بدنية أم كانت أمراضاً قلبية، أي: من ضعف الإيمان، وضعف اليقين، وضعف التوكل، ومن الشهوة، ومن الشبهة…إلخ.

وأعتقد أن هذه الأمراض التي يشتكي الناس منها نصفها أمراضٌ حقيقية أو أقل من ذلك، والنصف من ذلك -بل يزيد- هي عبارة عن أمراض وهمية، فالوهم ذاته مرض أكبر وأعظم من الأمراض التي نشتكي منها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015