Q ما هو المعدل المتوازن لختم القرآن في هذا الشهر المبارك؟
صلى الله عليه وسلم كل إنسان بحسب وسعه وطاقته، وقد نقل عن السلف في ذلك أشياء متنوعة، فمنهم من كان يختم في يوم، ومنهم من كان يختمُ في يومين، ومنهم من كان يختمُ في ثلاث، ولكن جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: {ما عقل من ختم في أقل من ثلاث} وأمر عبد الله بن عمرو بن العاص أن يختم القرآن في أسبوع، وهذا في أيام السنة كلها، فعلى الإنسان أن يقرأ في أوقات فراغه كلها، ولا يكن همه أن يختم فحسب، وليكن همه أن يحرك قلبه بالقرآن، وهمه أن يحيي موات نفسه بذكر الله تعالى، وأن يتدبر القرآن؛ فإن القرآن إنما نزل كما قال تعالى: {لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} [ص:29] ولهذا كونه يقف عند معاني القرآن، ويردد الآيات، ويتأثر بها، ويخشع ويتخشع ويبكي ويتباكى، فإن هذا خيرٌ من كونه يهذّ القرآن هذّاً كهذّ الشعر، وينثره كنثر الدقل، لا يقف عند آياته ولا عند معانيه، فعلى الإنسان أن يكثر من تلاوة القرآن وأن يحرك قلبه به، ثم ما تيسر من الختم بعد ذلك فحسن، وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقرأ القرآن كله مرات في هذا الشهر ويختمه، وفي حديث ابن عباس رضي الله عنه في صحيح البخاري أنه قال: {كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة} وقد جاء أنه صلى الله عليه وسلم كان يعرض القرآن في كل سنة مرة في رمضان، فلما كان العام الذي مات فيه وقبض صلى الله عليه وسلم، عرضه على جبريل مرتين، يعني يقرؤه من أوله إلى آخره، ليعرف الناسخ والمنسوخ وما استقر عليه الأمر بعد ذلك، ويكون هذا جُزءاً من قوله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر:9] فعلى الإنسان أن يحرص على ختم القرآن؛ مع حرصه على تدبر معانيه وعبره وآياته.